أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــة الثالثة عشرة بعد المائة في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وبعد: فهذه الحلقة الثالثة عشرة بعد المائة في موضوع

(الرب) وهي بعنوان: أدلة الإيمان بالله :

6- أن تعلم علم اليقين أنه لا يعلم الغيب إلا الله :

أيها الأخوة, ومن لوازم أن تكون ربانياً مؤمنًا برب العالمين: أن تعلم علم اليقين أنه لا يعلم الغيب إلا الله، فكل أنواع السحر, والشعوذة, وقراءة الفنجان, وقراءة حظك هذا الأسبوع, وبرج التيس, والثور، وهذه الأبراج كلها, هذا كله كفر.

من أتى كاهناً فصدقه فقد كفر، من أتى ساحراً فلم يصدقه, لن تقبل له صلاة أربعين صباحاً، ولا دعاء أربعين ليلة. لا يعلم الغيب إلا الله:

﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي

الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾[سورة الأنعام الآية: 59]

بربكم. إذاً: لا تسقط من ورقة إلا هو يعلمها، والقنبلة أخطر، من باب أولى أن يعلمها، الأمر بيد الله عز وجل، هذا الكلام ليس فيه دعوة إلى الاستسلام، لا، القضاء والقدر, الشرير الذي ظاهره فيه شر يجب أن يقاوم، لكن ينبغي ألا تنهار معنوياتك، الأمر بيد الله عز وجل، قاوم، أما أن تستخذي فلا، يقول الله عز وجل:﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[سورة آل عمران الآية: 139]

إذاً: من مقتضيات أن تكون ربانياً مؤمناً برب العالمين : أن تعتقد اعتقاداً جازماً أنه لا يعلم الغيب إلا الله،

وحينما تعتقد هذا الاعتقاد, تلغي من حياتك مليون قصة لا أصل لها، و مليون توهم لا أصل له، لا يعلم الغيب إلا الله.

إليكم هذه الأدلة من الكتاب والسنة على أنه لا يعلم الغيب إلا الله :والله عز وجل يقول:

﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾[سورة النمل الآية: 65]

وفي سورة الجن:﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً﴾[سورة الجن الآية: 26]

وفي صحيح البخاري: عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:((مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ؛ لَا يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ إِلَّا اللَّهُ, وَلَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهُ, وَلَا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ, وَلَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِلَّا اللَّهُ, وَلَا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا اللَّهُ))

[أخرجه البخاري في الصحيح]

قصة :

يروى أن أحد كبار الأئمة؛ الإمام مالك, رأى في منامه ملك الموت, قال له: يا ملك الموت كم بقي لي؟ فأشار له ملك الموت بخمسة أصابع، فلما استيقظ الإمام مالك, ازداد اضطراباً، يا ترى خمس سنوات، أم خمسة أشهر، أم خمسة أسابيع، أم خمسة أيام، أم خمس ساعات، فسأل أحد من اشتهر بتعبير الرؤيا، الإمام ابن سيرين، فقال له: يا إمام, إن ملك الموت يقول لك: إن سؤالك هذا من خمسة أشياء لا يعلمها إلا الله، هذا الجواب.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.