أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الثامنة والتسعون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وبعد: فهذه الحلقة الثامنة والتسعون في موضوع (الرب) وهي بعنوان:*اسم الله (السيد):

فالسيد إذا أطلق عليه -تبارك وتعالى- فإنه يكون بمعنى المالك، والمولى، والرب وما إلى ذلك من المعاني السابقة، والمخلوق وإن كان يقال له: سيد إلا أن ما يقال بالنسبة لله لا يكون كالذي يقال بالنسبة للمخلوق، وقد ذكر الحافظ ابن القيم -رحمه الله- في (تحفة المودود) أن قول النبي ﷺ: (أنا سيد ولد آدم) ، لا يعارض قوله ﷺ: (السيد الله)، يقول: "إن قوله: (أنا سيد ولد آدم)، هذا إخبار منه عما أعطاه الله من سيادة النوع الإنساني، وفضله وشرفه عليهم، أما وصف الرب تعالى بأنه السيد فذلك وصف لربه على الإطلاق، فإن سيد الخلق هو مالك أمرهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن قوله يصدرون، فإذا كانت الملائكة والإنس والجن خلقًا له --، وملكًا له، وليس لهم غنًى عنه طرفة عين، وكل رغباتهم إليه، وكل حوائجهم إليه كان هو -- السيد على الحقيقة، وقد جاء عن ابن عباس -- عن طريق علي بن أبي طلحة -رحمه الله- في تفسير قوله: (الصمد)، قال: "السيد الذي كمل في سؤدده"

يقول ابن القيم -رحمه الله-: "والمقصود أنه لا يجوز لأحد أن يتسمى بأسماء الله المختصة به، وأما الأسماء

التي تطلق عليه وعلى غيره، كـ(السميع)، و(البصير)، و(الرءوف)، و(الرحيم)، فيجوز أن يخبر بمعانيها عن المخلوق ولا يجوز أن يتسمى بها المخلوق على سبيل الإطلاق، بحيث يطلق عليه كما يطلق على الرب تعالى"؛ ولذلك من أهل العلم من يقول: إن المخلوق لا يصح أن يسمى، أو يلقب بالسيد على سبيل الإطلاق بدخول (ال)، أما ما جاء عن النبي ﷺ: (أنا سيد ولد آدم)، فهذا بالإضافة والقيد.

وهكذا في قوله ﷺ: (قوموا إلى سيدكم) ، يعني سعد بن معاذ - وأرضاه-، ومثل هذا بالإضافة لا بأس به، والإنسان ممكن أن ينسب إليه شيء من ذلك كما سبق أن الرجل يكون سيداً في بيته، {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ } يوسف:25، ولكن حينما يكون ذلك على سبيل الإطلاق فذلك لا يصح إلا لله --، فالله هو السيد السيادة المطلقة، لا بأس أن أورد لكم كلاماً لبعض أهل العلم على هذه الجزئية بالذات هل يقال ذلك للمخلوق أو لا؟

الله -تبارك وتعالى- يقول عن يحيى ﷺ: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا } آل عمران:39، كيف سماه سيداً وهو مخلوق؟ والنبي ﷺ قال: (السيد هو الله) في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد، وأبو داود.

وابن الأنباري -رحمه الله- يقول: "إن قوله تعالى عن يحيى ﷺ بأنه سيد ليس المقصود به المالك، وإنما الرئيس، والإمام في الخير، كما تقول العرب: فلان سيدنا، أي: رئيسنا الذي نعظمه".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.