أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة السابعة والتسعون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وبعد: فهذه الحلقة السابعة والتسعون في موضوع (الرب) وهي بعنوان:*اسم الله (السيد):

نبدأ بهذا الاسم الكريم: (السيد)، والسيد في كلام العرب يطلق على معانٍ متعددة:

منها: "الرب"، وقد مضى الحديث عن هذا الاسم، عند الكلام على اسم (الرب)، وقلت: إن من معاني (الرب) السيد، ولهذا نحتاج إلى أن نتحدث عن جملة من معاني الرب كالسيد، وإذا تحدثنا عن السيد فإننا نحتاج إلى الحديث عن الصمد؛ لأن من معاني الصمد السيد الذي قد كمل في سؤدده، بل هو أشهر معانيه، فالسيد يطلق في كلام العرب على الرب، وعلى المالك، يقال له: سيد، فالرجل سيد في بيته، وهو أيضاً سيد بالنسبة للمملوك، للرقيق، يقال: هذا سيد لفلان، وهكذا أيضا يطلق على الشريف، فالسؤدد عند العرب بمعنى الشرف، وهكذا يطلق على الفاضل.

السيد يطلق في كلام العرب على الرب، وعلى

المالك، يقال له: سيد، فالرجل سيد في بيته، وهو أيضاً سيد بالنسبة للمملوك، للرقيق، يقال: هذا سيد لفلان، وهكذا أيضا يطلق على الشريف، فالسؤدد عند العرب بمعنى الشرف، وهكذا يطلق على الفاضل، وعلى الكريم، وعلى السخي، وعلى الحليم، وقد جاء عن عكرمة -رحمه الله-: "السيد الذي لا يغلبه غضبه"وهذا من المعاني التي ترتبط بالسيد؛ لأن الإنسان إنما يكمل في سؤدده إذا كان حليمًا كريمًا وما إلى ذلك من الأوصاف.

وهكذا يطلق أيضا على الرئيس، كما قال الله: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ } يوسف:25، فالرجل سيد بالنسبة لامرأته، فهو سيدها أي: هو رئيسها، وكذا في قوله -تبارك وتعالى-: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا } الأحزاب:67، وهم الرؤساء، وهكذا يطلق أيضا على الملك، وهو يرجع أو يرتبط بما قبله، وقد قال بعضهم: السيد هو الذي فاق غيره بالعقل، والمال، والدفع، والنفع، وهو المعطي ماله في حقوقه، المعين بنفسه، وسيد كل شيء أشرفه وأرفعه، تقول: هذا سيد المال، بمعنى أشرف المال.

إذا عرفت هذه المعاني وهذه الإطلاقات في كلام العرب بقي أن تعرف معنى هذا الاسم في حق الله -تبارك وتعالى-، حينما يسمى به، يقول الخطابي -رحمه الله-: (السيد الله) ، هكذا قال النبي ﷺ، وتفسيره أن السؤدد إنما يكون حقيقة لله، وأما الخلق فكلهم عبيده، السيد الذي له السيادة الكاملة من كل وجه هو الله --، فالملائكة والإنس والجن كل هؤلاء إنما هم خلق من خلق الله -تبارك وتعالى-، فهؤلاء لا يستغنون عن الله طرفة عين، لا يستغنون عنه في مبدئهم، فالله هو الذي أوجدهم وخلقهم، فلو لم يوجدهم لم يوجدوا، كما أنهم أيضاً لا يستغنون عنه طرفة عين في بقائهم بعد إيجادهم، وهكذا أيضاً فيما يتصل بالعوارض العارضة أثناء البقاء، الخلق بحاجة إلى ألطاف الله المتنوعة، فلو تخلى الله عنهم بعد إيجادهم فإنهم سيهلكون ويضمحلون لا محالة، فالله -تبارك وتعالى- هو السيد حقًّا، لا يستحق ذلك على الإطلاق لا ملك عظيم مقرب، ولا أحد من المخلوقين مهما كان قدره، ولهذا قال النبي ﷺ: (السيد الله)، وفي هذا المعنى يقول الحافظ ابن القيم -رحمه الله- في النونية:

وهو الإلهُ السيد الصمد الذي *** صمدت إليه الخلقُ بالإذعانِ

الكاملُ الأوصافِ من كل الوجوه *** كمالُه ما فيه من نقصانِ

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.