أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة السابعة والسبعـون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وبعد: فهذه الحلقة السابعة والسبعون في موضوع

(الرب) وهي بعنوان:

*الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية:

وقد استخدم القرآن أيضاً بيانات خطابية غير برهانية للتنفير من الشرك أوضح فيها أن عقيدة التوحيد أكرم للإنسان وأصلح له من عقيدة الشرك. ومن هذه البيانات الخطابية قول الله تعالى في سورة (الزمر): ]ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ

أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ[, متشاكسون: متعارضون لا يتفقون. سلماً لرجل: خالصاً له لا يشاركه فيه أحد.

أي أن عقيدة التوحيد تجعل الإنسان عبداً لأله واحد فقط. أما عقيدة الشرك بالله فتجعله عبداً لآلهة متعددة متشاكسه. وأيهما أكرم للإنسان: أن يكون عبداً لواحد فقط أو عبداً لمتعددين؟! قال تعالى في سورة يوسف: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}.

إذا قسنا هذا بالأمثلة الإنسانية، وجدنا أن العبد الرقيق من الناس يفضل أن يكون ملكاً لرجل واحد، لا ملكاً لرجال متعددين متشاكين لا يتفقون، لأن عبوديته للواحد أحب لنفسه وأكرم لها، فكيف يختار هؤلاء لأنفسهم عقيدة الشرك مع أن عقيدة التوحيد هي الأكرم لها، وهي العقيدة الحقة التي تدعمها الأدلة البرهانية؟!

وبأسلوب البيان الخطابي النفسي هذا ـ مع البيانات البرهانية السابقة ـ تمت محاصرة الإنسان المتجه للشرك

محاصرة تامة، فكرياً ونفسياً، وبهذا الحصار تنقطع جميع أعذار المشركين.

ثم أن كون وحده هو الرب الخالق المدبر للأمر كله، ولا شريك له في ربوبيته يستلزم عقلياً أن يكون هو وحده المستحق للعبادة، فلا يصح أن يعبد غيره، وكل عبادة لغيره شرك له، وإفراد الله وحده بالعبادة دون سواه هو ما يطلق عليه عبارة: (توحيد الألوهية) وبهذا يتم الربط بين توحيد الربوبية وتوحدي الألوهية، ويشملها جميعاً لفظ: (الوحدانية).

وصفة الوحدانية هذه: من صفات الله التي نادى بها جميع الأنبياء والمرسلين دون استثناء، وهي من الصفات التي تتقبلها بديهة العقل عند من لفظ إلى الحقيقة الربانية أدنى نظر، وقد أعلنها جميع أصحاب الفلسفات المضيئة وأقاموا عليه البراهين الواضحة والحجج الدامغة.

لذلك فإننا في عقيدتها الإسلامية: نؤمن إيماناً عميقاً راسخاً بأن الله وحده لا شريك له، بيده الخلق، وبيده الأمر، وهو على كل شيء قدير.

وحيث أنه تعالى واحد، وبيده النفع والضر، فنحن لا نعبد غيره ولا نشرك بعبادته أحداً.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.