أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الرابعة والسبعـون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وبعد: فهذه الحلقة الرابعة والسبعون في موضوع

(الرب) وهي بعنوان: *الإفراد والجمع في الدعاء :

فدعا عليه السلام بصيغة المفرد، ثم انتقل منها إلى الجمع، ثم رجع مرة أخرى للمفرد ثم إلى الجمع، وأكثر المفسرين لم يبينوا لم فعل ذلك، لكن من بينوا ذلك اختلفوا على أقوال:

الأول: قال أبو حيان رحمه الله تعالى: وأتى بضمير جماعة المتكلمين؛ لأنه تقدم ذكره وذكر بنيه في قوله: (واجنبني وبني). [البحر المحيط: 6/ 446].

وهذا متعقب بالإفراد بعد ذلك ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ

 كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ﴾ [إبراهيم: 36] و ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي

 مُقِيمَ الصَّلَاةِ﴾ [إبراهيم: 40].

الثاني: قال ابن جزي رحمه الله تعالى: وجمع الضمير يدل على أنه كان علم أن ابنه يعقب هناك نسلا.اهـ. وهو كسابقه متعقب بـ ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ ﴾ [إبراهيم: 40].

الثالث: وقال أبو السعود: آثر عليه السلام ضمير الجماعةِ لا لما قيلَ من تقدم ذكرِه وذكرِ بنيه، وإلا لراعاه في قوله (ربَّ إنهن... الخ) بل لأن الدعاء المصدّرَ به، وما أورده بصدد تمهيدِ مبادي إجابتهِ من قوله (إِنَّى

أَسْكَنتُ...الآية) متعلقٌ بذريته، فالتعرضُ لوصف ربوبيته تعالى لهم أدخلُ في القبول وإجابة المسئول.

[تفسير أبي السعود: 5/51]. وهو كسابقيه متعقب بـ ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ ﴾ [إبراهيم: 40].

الرابع: وقال ابن عاشور: وأضيف الرب هنا إلى ضمير

الجمع خلافا لسابقيه؛ لأن الدعاء الذي افتتح به فيه حظ للداعي ولأبنائه. ولعل إسماعيل عليه السلام حاضر معه حين الدعاء كما تدل له الآية الأخرى: [التحرير والتنوير 13/240].

ويظهر لي أن هذا الوجه هو أحسن أوجه تخريج ذلك، ومع ذلك فهو متعقب بأول الدعاء، وهو قول الخليل عليه السلام ﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا ﴾ [البقرة: 126] فإن هذه الدعوة عامة ونافعة لكل من أتى البيت الحرام وهي بلفظ الإفراد، إلا أن يقال: إنه وقت الدعاء لم يكن فيه إلا زوجه وابنه.

وعلى كل حال: فإن الداعي لو راعى أن تكون دعوته بلفظ الإفراد إن كانت دعوة خاصة به، وبلفظ الجمع إن كانت عامة كان موافقا لهذا القول. ولو دعا بلفظ الجمع باعتبار تعظيم الله تعالى كما هو قول ابن القيم الذي سقته آنفا فحسن أيضا. [ الأنترنت- موقع الألوكة  - الإفراد والجمع في الدعاء - الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.