أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الواحدة والسبعـون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وبعد: فهذه الحلقة الواحدة والسبعون في موضوع (الرب) وهي بعنوان: * صيغ الدعاء في القرآن:

ووجَّه شيخ الاسلام ابن تيميه وابن القيم رحمها الله تعالي ذلك بان الاليق في دعاء المساله استخدام صيغه الربوبيه، وفي دعاء الثناء استخدام صيغه الالوهيه.

"الله" هو الاله المعبود فهذا الاسم احق بالعباده؛

 ولهذا يقال: الله اكبر، الحمد لله، سبحان الله، لا اله الا الله و"الرب" هو المربي الخالق الرازق الناصر الهادي وهذا الاسم احق باسم الاستعانه والمساله. [الفتاوي: 14/ 12-13].

فاذا سبق الي قلب العبد قصد السؤال ناسب ان يساله باسمه الرب. وان ساله باسمه الله لتضمنه اسم الرب كان حسنا، واما اذا سبق الي قلبه قصد العباده فاسم الله اولي بذلك. اذا بدا بالثناء ذكر اسم الله، واذا قصد الدعاء دعا باسم الرب. [الفتاوي: 10/ 286].

وتامل كيف صدر الدعاء المتضمن للثناء والطلب بلفظه (اللهم) كما في سيد الاستغفار...وجاء الدعاء المجرد مصدرا بلفظ الرب نحو قول المؤمنين: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}... وسر ذلك: ان الله تعالي يسال بربوبيته المتضمنه قدرته واحسانه وتربيته عبده واصلاح امره، ويثني عليه بالهيته المتضمنه اثبات ما يجب له من الصفات العلي والاسماء الحسني، وتدبر طريقه القران تجدها كما ذكرت لك. [بدائع الفوائد: 2/193-194].

فالامام مالك رحمه الله تعالي يري ان الدعاء بلفظ الربوبيه (رب، ربنا) دعاء الانبياء فاعجبه، وكره غيره، وفسر ابن تيميه وابن القيم ان ذلك اليق بدعاء المساله، كما ان الاليق بدعاء الثناء ان يكون بلفظ الالوهيه (اللهم)، واكدا ذلك في مواضع من كتبهم.

قلت: ما قرره الائمه الاجلاء فائق من جهه المعني، ولكنه يحتاج الي مزيد نظر وتحقيق، فالظاهر ان الغالب علي الدعاء الوارد في القران ان يكون بلفظ الربوبيه ولو كان فيه ثناء علي الله تعالي، واغلبه دعاء الانبياء عليهم السلام، والا ففي القران دعاء الملائكه، ودعاء الصالحين، وكله بلفظ الربوبيه سواء اقتصر علي مساله او سبق بثناء قبلها، ففي دعاء الملائكه {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَهً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ}.. [غافر: 7]. وفي دعاء اولي الالباب {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار}.. [ال عمران: 191] فهذه مسائل سُبقت بثناء علي الله تعالي، ومع ذلك كانت صيغه الدعاء فيها بلفظ الربوبيه لا بلفظ الالوهيه.

والسنه علي العكس من ذلك فالغالب في ادعيتها ان

 تكون بلفظ الالوهيه سواء كانت ثناء ام مسائل، وسواء كان دعاء انبياء ام ملائكه ام صالحين:

ففي مسائل الانبياء عليهم السلام دعوه الخليل لما زار اهل اسماعيل في مكه قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ وَالمَاءِ" [رواه البخاري: 3364].

وفي مسائل الملائكه قول النَّبِيّ - صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، اِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ اَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ اَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الاخَرُ: اللَّهُمَّ اَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا" [رواه مسلم: 1442]. ودعاؤهم لمن جلس في المسجد اللهم اغفر له اللهم ارحمه.

وفي دعاء الصالحين دعاء الثلاثه اصحاب الغار فان كل واحد منهم سال الله تعالي بعمل صالح وصدر سؤاله بـ(اللهم) [رواه البخاري: 2215، ومسلم: 2743]. وفي دعاء الثناء علي الله تعالي قبل المساله حديث ابي هريره رضي الله عنه عن النبي - صلي الله عليه وسلم - "اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْاَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَي، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاهِ وَالْاِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، اَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ اَنْتَ اخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللهُمَّ اَنْتَ الْاَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَاَنْتَ الْاخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَاَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَاَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَاَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ" [رواه مسلم: 2713]. [ الأنترنت – موقع أخبارك - صيغ الدعاء في القرآن ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.