أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الخامسة والستـون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الخامسة والستون في موضوع (الرب) وهي بعنوان: *اسم الله الرب- خطبة جمعة
وحقيقة الربوبية ومعناها: “الإقرار الجازم بأن الله -تعالى- رب كل شيء ومليكه وخالقه ومدبره والمتصرف فيه، لم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، ولا راد لأمره ولا معقب لحكمه، ولا مضاد له ولا مماثل، ولا سمي له ولا منازع في شيء من معاني ربوبيته، ومقتضيات أسمائه وصفاته، قال الله -تعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الفاتحة: 2]، وقال تعالى: (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [الرعد: 16].
وتوحيد الله -تعالى- ربًا مالكًا وخالقًا ورازقًا مما لم يستطع أحد أن يجحده حتى الكفار والمشركون، بل الجميع قد أقروا به، قال الله -تعالى-: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [العنكبوت: 61]، وقال -عز من قائل-: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) [العنكبوت: 63]، وقال -سبحانه-: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى
يُؤْفَكُونَ) [الزخرف: 87].
وهذا النوع من التوحيد لا يُدخل الكافر في الإسلام ولا يعصم دمه ولا ماله؛ فقد قاتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل مكة واستحل دماءهم وأموالهم رغم إقرارهم السابق، لأنه لا بد من توحيد الألوهية والأسماء والصفات، أما توحيد الربوبية؛ فمما فطر الله الناس عليه.
أيها المؤمنون: يقول بعض علمائنا أن اسم الله الرب هو اسم الله الأعظم، ويمكن أن يُستدل لذلك بقول اثنين من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هما: أبو الدرداء وابن عباس -رضي الله عنهم- فقد كانا يقولان: “اسم الله الأكبر رب رب” (الحاكم والطبراني وحسنه الألباني).
وقالوا: أن اسم الله الرب هو أول اسم نزل به
القرآن، وهو كذلك أول اسم من أسماء الله الحسنى يأمر الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يقرأ به قائلًا -عز من قائل-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق: 1]، كذلك؛ فإنه أكثر أسماء الله -عز وجل- الذي يردده الخلق ويدعونه به ويسألونه به، وإلى اسم الله الرب يُنسب الأفذاذ المخلصون من عباده فيقال: “عالم رباني” أي راسخ في العلم، -وأيضًا-؛ فاسم الله الرب اسم يشمل العديد من الأسماء الحسنى الأخرى؛ فالرب هو الخالق وهو المالك وهو القيوم وهو المنعم؛ كما وضحنا عند الكلام عن معاني هذا الاسم الكريم.
وقد اختلف العلماء في اسم الله الأعظم على أقوال كثيرة، وليس هذا القول بأقواها، “وهناك اجتهاد مقبول أن اسم الله الأعظم هو الاسم الذي يتعلق بحالك؛ فاسم الله الأعظم المتعلق بالمريض الشافي، والفقير اسم الله الأعظم له المغني، والمظلوم اسم الله الأعظم له العدل، والمقهور اسم الله الأعظم له الناصر” (شرح أسماء الله الحسنى للنابلسي).
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.