أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الثالثة والستـون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الثالثة والستون في موضوع (الرب) وهي بعنوان: *موازنة بين لفظتي: الله ورب:

قولنا: الله أشرف من قولنا: رب على ما بينا ذلك بالوجوه الكثيرة في تفسير أسماء الله تعالى، ثم أن الداعي في أكثر الأمر يقول: يا رب، يا رب، والسبب فيه النكت والوجوه المذكورة في تفسير أسماء الله تعالى فلا نعيدها. اهـ.

.قال القرطبي: قوله تعالى: {رَبِّ العالمين} أي مالكهم، وكل من ملك شيئًا فهو رَبّه؛ فالربُّ: المالك.

وفي الصحاح: والرب اسم من أسماء الله تعالى، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة؛ وقد قالوه في الجاهلية للملِك، قال الحارث بن حِلِّزة:

وَهُوَ الربّ والشَّهيدُ على يَوْ ** مِ الْحِيَارَيْنِ والْبَلاَءُ بَلاءُ

والرب: السيد؛ ومنه قوله تعالى: {اذكرني عِندَ رَبِّكَ} [يوسف: 42]. وفي الحديث: «أنْ تلد الأَمَةُ ربَّتها» أي سيدتها؛ وقد بينّاه في كتاب التذكرة.

والربّ: المصلح والمدبّر والجابر والقائم.

قال الهَرَوِيّ وغيره: يقال لمن قام بإصلاح شيء

وإتمامه: قد رَبّه يَرُبّه فهو رَبّ له ورابّ؛ ومنه سمي الربّانيون لقيامهم بالكتب. وفي الحديث: «هل لك مِن نعمة تَرُبُّها عليه» أي تقوم بها وتصلحها.

ويقال على التكثير: ربّاه وربّبه وربَّتَه؛ حكاه النحاس.

وفي الصحاح: ورَبّ فلان ولدَه يُرُّبه رَبًّا، وربَّبَه وَتَرَبَّبه بمعنىً؛ أي ربّاه. والمَرْبوب: المربَّى.

.فائدة الاختلاف في كون كلمة: رب اسم الله الأعظم:

قال بعض العلماء: إن هذا الاسم هو اسم الله الأعظم؛ لكثرة دعوة الداعين به، وتأمل ذلك في القرآن، كما في آخر آل عمران وسورة إبراهيم وغيرهما، ولما يشعر به هذا الوصف من الصلة بين الربّ والمَرْبوب، مع ما يتضمّنه من العطف والرحمة والافتقار في كل حال.

واختلف في اشتقاقه؛ فقيل: إنه مشتق من التربية؛

 فالله سبحانه وتعالى مدبِّر لخلقه ومربيّهم، ومنه قوله تعالى: {وَرَبَائِبُكُمُ اللاتي فِي حُجُورِكُمْ} [النساء: 23].

فسمى بنت الزوجة رَبِيبة لتربية الزوج لها. فعلى أنه مدبر لخلقه ومربيهم يكون صفة فعل؛ وعلى أن الربّ بمعنى المالك والسيد يكون صفة ذات.

.فائدة: دخول الألف واللام على ربّ اختصاص بالله تعالى: متى أدخلت الألف واللام على ربّ اختص الله تعالى به؛ لأنها للعهد، وإن حذفنا منه صار مشتركًا بين الله وبين عباده. فيقال: الله رَبّ العباد، وزيد رَبّ الدّار؛ فالله سبحانه رَبّ الأرباب؛ يملك المالك والمملوك، وهو خالق ذلك ورازقه، وكل رَبٍّ سواه غير خالق ولا رازق، وكل مملوك فَمُملَّك بعد أن لم يكن، ومنتزع ذلك من يده، وإنما يملك شيئًا دون شيء؛ وصفة الله تعالى مخالفة لهذه المعاني، فهذا الفرق بين صفة الخالق والمخلوقين.[ الأنترنت – موقع نداء الإيمان ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.