أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الثامنة والخمسـون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الثامنة والخمسون في موضوع (الرب) وهي بعنوان:*اسم (الرب) من أعظم الممادح التي مجد الله عز وجل - نفسه بها:

- ودعاء أيوب عليه الصلاة والسلام: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي [ص: 35].

- ودعاء امرأة عمران في قولها: رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا... الآية [آل عمران: 35].

- ودعاء عباد الله الصالحين في قولهم: رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ [آل عمران: 193-194]، وقولهم: رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا [الفرقان: 65].

- وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله كثيراً باسم (الرب)، ويمجده ويعظمه به، فمن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ((ألا أدلك على سيد الاستغفار، اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت...))  رواه البخاري (6306). من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه.      .

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه يقول: ((اللهم رب السماوات، ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن...))  رواه مسلم (1035).      

وكان إذا افتتح صلاته من الليل قال: ((اللهم رب

 جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات

والأرض...))  رواه مسلم (770).      .

وكان صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب بقوله: ((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش

الكريم))  رواه البخاري (6345)، ومسلم (2730).     

والنصوص الواردة في ذلك كثيرة

وهذا يدل على اختصاص هذا الاسم بمعان عظيمة كريمة يتضمنها هذا الاسم الكريم أو يستلزمها.

فمما يتضمنه هذا الاسم الكريم:

أن الله – عز وجل – رب كل شيء وخالقه ومليكه، والقادر عليه، والمتصرف في جميع أموره؛ وبهذا فإنه لا يخرج شيء عن ربوبيته. وكل من في السماوات والأرض عبد له في قبضته وتحت قهره لأن أحداً لا يدعي أنه أو غيره من المخلوقين هو الخالق البارئ المحيي المميت القادر على كل شيء، والمتصرف في كل شيء. إلا شذراً من ملاحدة الصوفية، والباطنية والنصرانية التي تزعم أنه مع الله – عز وجل – شريك في ربوبيته وتصريفه لهذا الكون تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

أما أكثر طوائف المشركين فقد أقروا بربوبية الله – عز وجل – ولم ينكروها. وهم عبيد الله – عز وجل – بهذا المعنى قال تعالى: قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ  [يونس: 31]

وهم الذين قال الله – عز وجل – عنهم: إِن كُلُّ مَن

 فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا [مريم: 93]، وقال فيهم: وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ [آل عمران: 83].

فالذين آمنوا بربوبية الله – عز وجل – وحدها دون

 أن يوحدوه ويعبدوه هم الذين أسلموا لله – عز وجل – كرهاً. وأما الذين وحدوه وعبدوه وأطاعوه فهم أهل العبودية الخاصة الذين عبدوا الله – عز وجل – طوعاً واختياراً وانقياداً.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.