أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الخمســـــــون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الخمسون في موضوع (الرب) وهي بعنوان:*الرب: هو الذي له الخلق والأمر:

فكما يعتقد المؤمن أن الله – سبحانه وتعالى- منفرد بالخلق ، فكذلك يعتقد أنه – سبحانه وتعالى- منفرد بالأمر ، فيعتقد المؤمن أنه سبحانه له حق التشريع ؛

 بمعنى أنه له حق الأمر والنهي.

ولذلك من مظاهر الشرك في الربوبية في هذا المعنى ، اعتقاد أن مع الله -عز وجل- من له حق الأمر والنهي والتشريع ، أو حق تبديل الشريعة فبهذا قد جعله رباً مع الله .

والدليل على ذلك :قول الله -عز وجل- عن اليهود والنصارى : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ) (التوبة: من الآية31) ، فهم لم يعتقدوا أن الأحبار والرهبان خالِقون ، أو رازقون أو يدبرون الأمر ! ليس كذلك.

فعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في سورة براءة، فقرأ هذه الآية {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله}، قال: قلت: يا رسول الله، إنا لسنا نعبدهم! فقال صلى الله عليه وسلم: (أليس يحرّمون ما أحلّ الله فتحرّمونه، ويحلّون ما حرم الله فتحلونه؟!) قال: قلت: بلى. قال: (فتلك عبادتهم)

قال شيخ الإسلام رحمه الله: “فقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن عبادتهم إياهم كانت في تحليل الحرام وتحريم الحلال، لا أنهم صلوا لهم، وصاموا لهم، ودعوهم من دون الله، فهذه عبادة للرجال” مجموع الفتاوى (7/67).

وقال أيضاً: “هؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله يكونون على وجهين:

أحدهما: أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعاً لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر وقد جعله الله ورسوله شركاً وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم. فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله مشركاً مثل هؤلاء.

والثاني: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحلال

وتحليل الحرام ثابتاً، لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصٍ، فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنما الطاعة في المعروف).[ الأنترنت - موقع الراشدون - شرح أسماء الله الحسنى -  الرب ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.