أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الأربعــــــــون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الأربعون في موضوع(الرب)

 وهي بعنوان: ما يشرع في تهذيب نفسه:

ج- القاعدة الثالثة أن يعرف نفسه؛ لأنه إذا عُلم

 السبب سهل، ومن عرف نفسه عرف ربه. فالتغيير هنا يقوم على داعمتين: - معرفته بنفسه وبمقام الذنب: وهذه تحتاج أن يضع يده طوال الوقت على عيوبه وأن تكون عيوبه طوال الوقت أمام عينيه، ولا يُفتش على عيوب الآخرين؛ فلو فتش على عيوب الآخرين سيُبتلى. انجُ بنفسك ابتداءً ثم بمن يكون تحت رعايتك. فكيف تُبصِر عيبك؟

 أولًا: نقد الناقد له ونصيحة الناصح وكيفية تقبله لها؟ هل بتكبّر، أم بالمبرِّرات حتى يظهر نفسه بريئًا؟ لأن «المؤمنُ أخو المؤمنِ» (صحيح مسلم (1414])، وفي لفظ: «المؤمِنُ مرآةُ أخيهِ» (حسّنه الألباني في صحيح الأدب المفرد: [178]). النصيحة رسالة من الله سبحانه وتعالى كي أشرع في تهذيب نفسي؛ لأن الله

ربٌ فيربي.

الأمر الثاني: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَ‌ةٌ . وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَ‌هُ} [القيامة:14-15]، فهو على علمٍ بحقيق نفسه وعيوبه، لكن بتوسط؛ دون أن يُهوِّل اليسير، أو يُهوِّن العظيم. هـ-

المرحلة الرابعة بعد ذلك: الشروع في إصلاح ما بنفسه على علمٍ وبصيرة. لا بد أن يعرف أن كل آفة من هؤلاء لها علاجها.. وأصل العيب هو فراغ القلب، القلب فارغ فيتمكن منه حُب سوى الله؛ فيحتاج أن يشرب القلب محبة الله عز وجل. كيف تأتي محبة الله؟ - نقطع عليه الغفلة التي جعلته ينسى الله ويتعلّق بما سواه، فنعطيه في البداية جرعة ذكر، ونُشرِب القلب محبة الله شيئًا.. فشيئًا.. فشيئًا؛ ونُعلِّقه به ونزيد في الجرعة فنُوِّهن هذا التعلُّق بغيره. وفي هذا الوقت تحتاج إلى ذكر، وقرآن، وخلوة لأنه مبتلىً بسبب الاختلاط. والموضوع له بسطٌ آخر ليس هذا الموضع لكني أردت وضع بعض القواعد الأساسية في تربية الإنسان لنفسه هذا هو مقامها مقام التربية.

 7- تتذكر أن الله لو ابتلاك فهو ربٌ يُربيك. قد تكون لديك آفة لا تستطيع التخلص منها مهما امتثلت

كلام العلماء -كالعُجب مثلًا-، فيمرّ بك ابتلاءً يكسرك ويوقفك على حقيقة نفسك؛ فتقول: "ربّاني الله في

هذا الموقف".

 8- أحد الأشياء التي تستفيدها من اسم الله الرب قضية التدرج.. معاملتك لنفسك في طلب العلم -مثلًا- أحقق فرض العين فأعرف ثم أتدرج، منهجية ومرحلية. أما من يستشرف فيلتقط كبار المسائل في البدايات سينقطع به الطريق لا محالة «إِنَّ هذا الدينَ متينٌ، فأوْغِلُوا فيه بِرِفْقٍ» (حسّنه الألباني في صحيح الجامع: [2246]). هذه كانت بعض اللطائف حول هذا الاسم الجميل.. اسم الله تعالى الرب وأرجو أن نتفاعل مع هذا الاسم وجدانيًا -لا سيما في مقامات الدعاء ربِ-. نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علَّمنا وأن يجعله حُجةً لنا لا علينا.  

[الأنترنت – موقع طريق الإسلام- شرح وأسرار الأسماء الحسنى - اسم الله الرب - هاني حلمي عبد الحميد] [المصدر: موقع الكلم الطيب- هاني حلمي عبد الحميد]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.