أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة السابعة والثلاثون في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة السابعة والثلاثون في موضوع(الرب)

 وهي بعنوان:

* اسم الله الرب يشعر بنوع من الطمأنينة والسكينة :

 2- المعنى الثاني لغةً.. الرب بمعنى المالك، رب الشيء هو مالكه.   وهذا يفتح معنا الكلام الذي ذكرناه في اسم الله (المالك، والملك، والمليك} حينما تدارسنا ذلك: قلنا أنت عبدٌ له يصرفه كيف شاء ولا ينبغي للعبد أن يخرج عن إذن مالكه ولا عن أمره. هو الذي ملك أمرك ففوِّض له أمرك واسمع ما يدعوك إليه واستجب له {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّ‌سُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال من الآية:24]؛ يدعوك إلى ما فيه النفع لك، فهو الأولى سبحانه وتعالى بأن يكون له هذه المنزلة عندك، فأولى بأن تذعن له وتخضع لقوله وتذل بين يديه. 3- الرب مصدره الربوبية، وكل من ملك شيئُا فهو ربه؛ يقال: "هذا رب الدار"، و"رب الضيعة"، ولا يقال الرب معرفًا بالألف واللام مطلقًا إلا لله عز وجل؛ لأنه مالك كل شيء؛ فلا يقال: "الرب فلان"؛ لأنه يوهم معنى آخر، فلا يطلق إلا على الله جل وعلا. يقال أيضًا في معنى الربوبية: سياسة الشيء، تدبير أمر المرء. إذن هو سبحانه وتعالى الذي يُدبِّر لك أمرك؛ فسله وحده أن يُدبِّر لك حالك، وفوِّض له أمرك. حقيقة (الربوبية) في القرآن الكريم: حقيقة معنى الربوبية في القرآن تقوم على ركنين اثنين: الركن الأول: إفراد الله بالخلق، والركن الثاني: إفراده بالأمر والتدبير. كما قال الله تعالى عن موسى وهو يُبيِّن حقيقة الربوبية لفرعون: {قَالَ فَمَن رَّ‌بُّكُمَا يَا مُوسَىٰ} [طه:49]. فيشّرح له مُوسى عليه السّلام معنى الربوبية: 1- {قَالَ رَ‌بُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ} [طه:50]؛ إذًا.. هو سبحانه وتعالى الخالق له، الموجد له، القائم عليه. 2- {ثُمَّ هَدَىٰ} فيها معنى تدبير الأمر لكل هذه المخلوقات والهداية كما هو معلوم. فالله سبحانه وتعالى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى؛ فبيّن لكل إنسان وجه المطلوب منه {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَ‌هَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس:8]، {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:10]؛ فلا حجة لأحدٍ أن ينفي عن نفسه معرفة طريق الحق من الباطل إذ بيّن الله عز وجل هذا الأمر في فطرة الإنسان. إذن سيدنا موسى أجاب عن الربوبية فحصرها في معنيين جامعين: الأول: هو إفراد الله تعالى بخلق الأشياء وتكوينها وإنشائها من العدم. والثاني: إفراد الله تعالى بتدبير الأمر في خلقه كهدايتهم، والقيام على شئونهم، وتصريف أحوالهم؛ فهو سبحانه الذي توكل بالخلائق أجمعين، وهو القائل: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر:62]. معنى (العبد الرّباني): الله سبحانه وتعالى يقول: {كُونُوا رَ‌بَّانِيِّينَ} [آل عمران من الآية:79].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.