أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الرابـــــــــعة عشرة في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد :فهذه الحلقة الرابعة عشرة في موضوع ( الرب ) وهي بعنوان*المَعْنَى فِي حَقِّ الله تَعَالَى:

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه يقول: ((اللهم رب السماوات، ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن...))  . وكان إذا افتتح صلاته من الليل قال: ((اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض...))  .

وكان صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب بقوله: ((لا إله إلا الله

العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش الكريم))  .والنصوص الواردة في ذلك كثيرة.

...وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: ("والرب" هو المالك المتصرف ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرف للإصلاح. وكل ذلك صحيح في حق الله تعالى).

ويبين الإمام ابن القيم –رحمه الله تعالى- معنى قوله تعالى: رَبِّ الْعَالَمِينَ فيقول: (قوله: رَبِّ الْعَالَمِينَ: ربوبيته للعالم تتضمن تصرفه فيه، وتدبيره له، ونفاذ أمره كل وقت فيه، وكونه معه كل ساعة في شأن، يخلق ويرزق؛ ويميت ويحيي، ويخفض ويرفع؛ ويعطي ويمنع؛ ويعز ويذل، ويصرف الأمور بمشيئته وإرادته، وإنكار ذلك إنكار لربوبيته وإلهيته وملكه)  .

ويتحدث –رحمه الله تعالى- عما يشاهده العبد من اسمه سبحانه (رب العالمين) فيقول: (وشاهد من ذكر اسمه: رَبِّ الْعَالَمِينَ قيوماً قام بنفسه؛ وقام به كل شيء، فهو قائم على كل نفس بخيرها وشرها، قد استوى على عرشه، وتفرد بتدبير ملكه، فالتدبير كله بيديه، ومصير الأمور كلها إليه، فمراسيم التدبيرات نازلة من عنده على أيدي ملائكته بالعطاء والمنع، والخفض والرفع، والإحياء والإماتة، والتوبة والعزل، والقبض والبسط، وكشف الكروب وإغاثة الملهوفين وإجابة المضطرين: يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [الرحمن: 29]. لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، ولا مبدل لكلماته، تعرج الملائكة والروح إليه، وتعرض الأعمال – أول النهار وآخره – عليه، فيقدر المقادير ويوقت المواقيت، ثم يسوق المقادير إلى مواقيتها، قائماً بتدبير ذلك كله وحفظه ومصالحه)  .

اسم (الرب) من أعظم الممادح التي مجد الله – عز وجل - نفسه بها: ومن ذلك:

امتداح الله – عز وجل – نفسه بأنه: رَبِّ الْعَالَمِينَ والعالمون جمع عالم. وكل ما سوى الله فهو عالم: قال تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ والنصوص المعرفة بأنه رب العالمين كثيرة جداً، كما مدح نفسه رب كل شيء كما في قوله تعالى: أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ [الأنعام: 164].

تمجيده سبحانه نفسه بأنه رب العرش العظيم كما في قوله تعالى: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [النمل: 26]، وقوله – عز وجل -: فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [المؤمنون: 116].

كما مدح سبحانه نفسه بأنه رب السماوات والأرض وما بينهما. قال الله – عز وجل -: رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65]. وامتدح الله نفسه –تبارك وتعالى- بأنه ربنا ورب آبائنا الأولين، قال سبحانه: قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ [الشعراء: 26].

وقال عن نفسه –عز وجل- أيضاً رب المشرق والمغرب، ورب المشارق والمغارب، قال عز وجل: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً [المزمل: 9]، وقال تبارك وتعالى: فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ [المعارج: 40]. [ الأنترنت – موقع الدرر السنة ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.