أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الثــــــــــــــانية في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد : فهذه الحلقة الثانية في موضوع ( الرب ) وهي

 بعنوان : المقدمة(فوائد تعلم الأسماء الحسنى كثيرة جليلة) :

ومنها: تحقيق التوحيد والبراءة من الشرك، فهناك تلازم وثيق بين إثبات الأسماء والصفات لله وتوحيد الله، فكلما حقق العبد أسماء الله وصفاته علماً وعملاً كان أعظم وأكمل توحيداً، وفي المقابل: فإن هناك تلازماً وطيداً بين إنكار الأسماء أو الصفات وبين الشرك، يقول ابن القيم في تقرير هذا التلازم: كل شرك في العالم فأصله التعطيل، فإنه لولا تعطيل كلامه -سبحانه- أو بعضه وظن السوء به ما أشرك به، كما قال إمام الحنفاء لقومه: أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ*فما ظنكم برب العالمين (الصافات:86-87) أي فما ظنكم به أن يجازيكم، وقد عبدتم معه غيره؟ وما الذي ظننتم به حتى جعلتم معه شركاء؟ أظننتم أنه محتاج إلى الشركاء والأعوان؟ أم ظننتم أنه يخفى عليه شيء من أحوال عباده حتى يحتاج إلى شركاء تعرفه بهم كالملوك؟ أم ظننتم أنه لا يقدر وحده على الاستقلال بتدبيرهم وقضاء حوائجهم؟ أم هو قاسٍ فيحتاج إلى شفعاء يستعطفونه على عباده؟... والمقصود أن التعطيل مبدأ الشرك وأساسه، فلا تجد معطلاً إلا وشركه على حسب تعطيله فمستقل ومستكثر.

ومنها: الصبر على المكروهات والمصائب النازلة بالعبد، فهو سبحانه حكيم عليم، حكم عدل، ولا يظلم أحداً فمن عرف رباًّ كذلك صبر على قضائه وقدره، يقول ابن القيم : من صحت له معرفة ربه والفقه في أسمائه وصفاته علم يقيناً أن المكروهات التي تصيبه والمحن الذي تنزل به فيها ضروب من المصالح والمنافع التي لا يحصيها علمه ولا فكرته، بل مصلحة العبد في ما كره أعظم منها في ما يحب. ومنها: حسن الظن بالله والثقة به تعالى، فمعرفة أنه قادر حكيم، فعال لما يريد، يوجب ذلك، يقول ابن القيم : وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وفي ما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته، وعرف موجب حكمته وحمده.. ولو فتشت لرأيت عنده تعتباً على القَدَر وملامة له.. وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقل ومستكثر، وفتش نفسك هل أنت سالم من ذلك.

 ومنها: حسن الخلق وسلامة السلوك والسلامة من الآفات كالعجب والكبر والحسد... إلخ. فالمبتدعة الذي يزعمون أن العبد يخلق فعل نفسه، فالخير هو الذي أوجده وفعله، والجنة ثمن عمله يورثهم ذلك غروراً وعجباً، ولو عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال وأنه المنعم المتفضل وما بالعباد من نعمة فمنه وحده لا شريك له، ومن تلك النعم التوفيق للعمل الصالح، بالشكر والتواضع ولم يعجب بعمله. وكذلك لو عرف ربه بأسمائه وصفاته لم يتكبر ولم يحسد أحداً على ما آتاه الله، لأن الحسد في الحقيقة مضادة لله في حكمته، فإنعام الله على عبده تابع لحكمته والحاسد يكره هذا الإنعام وقد اقتضته حكمة الله، فهو مضاد لله تعالى في حكمته وقضائه وقدره.

ومنها: لهج العبد بدعاء ربه، فالدعاء من آكد العبادات وأعظمها فالدعاء هو العبادة، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو لا ينفك عن إثبات وفِـقْـه أسماء الله تعالى وصفاته، ويشير ابن عقيل -رضي الله عنه- إلى ذلك بقوله: قد ندب الله تعالى إلى الدعاء وفي ذلك معان: أحدها: الوجود، فإن من ليس بموجود لا يدعى. الثاني: الغنى، فإن الفقير لا يدعى. الثالث: السمع، فإن الأصم لا يدعى. الرابع: الكرم، فإن البخيل لا يدعى. السادس: القدرة، فإن العاجز لا يدعى. وبالجملة ففوائد تعلم أسماء الله الحسنى وصفاته العُلا كثيرة جداً، وفي ما ذكرناه تنبيه على ذلك، وإلا فإن الأمر يحتاج إلى مجلد.

[الأنترنت – موقع إسلام ويب- المنجد]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.