أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــــــة الأولـــــــــــــى في موضـــــــــــــــــوع الـــــــــــــــــــــــــــرب

نبذة عن الصوت

بسم الله الرحمن الرحيم

   إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنغسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

 { ياايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن

ألا وأنتم مسلمون } [سـورة آل عمران الآية / 120  ]    

 { ياايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، واتقوا الله الذي تساء لون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيـيباً} [ سـورة النسـاء الآية / 1  ]

 { يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } [ سـورة الأحزاب الآيتان / 70 ، 71 ]  و بـعـــــــد :

فهذه الحلقة الأولى في موضوع ( الرب ) وهي بعنوان : المقدمة

 فوائد تعلم الأسماء الحسنى كثيرة جليلة :

فمنها: المعرفة بالله سبحانه، فإن العلم بمعاني أسمائه عز

وجل وصفاته العُلا يحقق العلم الصحيح بفاطر

الأرض والسماوات، قال قوام السنة الأصفهاني: قال بعض العلماء: أول فرض فرضه الله على خلقه معرفته، فإذا عرفه الناس عبدوه، قال الله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ(محمد: من الآية19) فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها فيعظموا الله حق عظمته، ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً طلب أن يعرف اسمه وكنيته، واسم أبيه واسم جده، وسأل عن صغير أمره وكبيره، فالله خلقنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه وتفسيرها. ويقول ابن القيم رحمه الله: لا يستقر للعبد قدم في المعرفة بل ولا الإيمان حتى يؤمن بصفات الرب جل جلاله ويعرفها معرفة تخرجه عن حد الجهل بربه، فالإيمان بالصفات وتعرفها هو أساس الإسلام، وقاعدة الإيمان، وثمرة شجرة الإحسان.

ومنها: أن معرفة الله بأسمائه وصفاته وسيلة إلى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والتوكل وسائر العبادات القلبية، قال العز بن عبد السلام -رحمه الله-: فهم معاني أسماء الله تعالى وسيلة إلى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والمهابة والمحبة والتوكل.. وغير ذلك من ثمرات معرفة تلك الصفات. ويقول أيضاً: ذكر الله بأوصاف الجمال موجب للرحمة وبأوصاف الكمال موجب للمهابة، وبالتوحد بالأفعال موجب للتوكل، وبسعة الرحمة موجب للرجاء، وبشدة النعمة موجب للخوف، والتفرد بالإنعام موجب للشكر، ولذلك قال سبحانه: اذْكُرُوا اللَّهَ

ذِكْراً كَثِيراً(الأحزاب: من الآية41)

 ومنها: العمل بها، نقل الحافظ ابن حجر في فتح الباري عن ابن بطال قوله: طريق العمل بها: أن الذي يسوغ الاقتداء به فيها كالرحيم والكريم فإن الله يحب أن يرى حالها على عبده، فليعرف العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها، وما كان يختص بالله كالجبار والعظيم فيجب على العبد الإقرار بها والخضوع لها، وعدم التحلي بصفة منها، وما كان فيه معنى الوعد: نقف منه عند الطمع والرغبة، وما كان فيه معنى الوعيد: نقف منه عند الخشية والرهبة.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم.