أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الخمســــــون بعد المـائة في موضـــــوع الغنــــــــي المغنــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

الخمسون بعد المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان :  الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة  والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : فقد أنتهيت من هذا الكتاب الممتع   ( الغني المغني  ) من اسماء الله الحسنى  ؛ وهو اشبه ما يكون بالتفسير الموضوعي ..... في يوم الثنين 4/11/1442ه بمنزلي في قرية آل ماس – عراء – بني ظبيان – منطقة الباحة – المملكة العربية السعودية

وقد بذلت طاقتي وجهدي ، وجمعت كل ماله علاقة من قريب أوبعيد ، ومباشر وغير مباشر ؛ من آيات القرآن الكريم ، وأحاديث الرسول الكريم ، وأقوال الصحابة والتابعين ، والمفسرين ، والعلماء ، والدعاة ، والمفكريين ، وطلاب العلم ، والكتاب وغيرهم ......

وهو الْغَنِيّ بذاته سبحانه فله الغنى المطلق من كل الوجوه لكماله وكمال صفاته التي لا يتطرق إليها نقص، فلا يفتقر إلى شيء ولا يبلغ

العبادُ ضرّه فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه. فهو المستغني عَن الْخلق القائم بذاته وبقدرته وَعز سُلْطَانه، والخلق فُقَرَاء إِلَى فضله وإحسانه كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا

غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم} [محمد:38].

فلا يحتاج سبحانه لأحد لا في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله، لأنه تعالى قديم، وهو تعالى متصف بجميع صفات الكمال، وكل موجود مستمد وجوده منه تعالى ومن كان كذلك يستحيل أن يحتاج إلى غيره. لأنه لو احتاج إلى غيره لكان ناقصًا ولكان حادثًا ولكان غيره مؤثرًا فيه، وكل ذلك مستحيل في حقه تعالى .

واستغناؤه عن غيره. وكل شيء رزقه عليه لا رازق له سواه ولا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله، وكلنا معشر المخلوقات مفتقرون إليه لا غنى لنا عنه طرفة عين، فكما أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه تعالى في وجودها فلا وجود لها إلا به؛ فهي مفتقرة إليه في قيامها فلا قوام لها إلا به فلا حركة ولا سكون إلا بإذنه، فللخالق مطلق الغنى وكماله، وللمخلوق مطلق الفقر إلى الله وكماله، فهو الغني الذي بيده خزائن السماوات والأرض،وخزائن الدنيا والآخرة.

وهو المُغني لجميع خلقه غني عامًا، والمغني لخواص خلقه مما أفاض على قلوبهم من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية.

 ومن كمال غناه وكرمه أنه يأمر عباده بدعائه، ويعدهم بإجابة دعواتهم،

وإسعافهم بجميع مراداتهم، ويؤتيهم من فضله ما سألوه، وما لم

يسألوه، ومن كمال غناه أنه لو اجتمع أول الخلق وآخرهم في صعيد واحد فسألوه، فأعطى كلا منهم ما سأله وما بلغت أمانيه ما نقص من ملكه مثقال ذرة، ومن كمال غناه، وسعة عطاياه ما يبسطه على أهل دار كرامته من النعيم، واللذات المتتابعات، والخيرات المتواصلات، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

فأين المشمر لعطايا الغني الكريم، وأين الموقن بمن بيده خزائن السموات

والأرض وما بينهما؟! ليتوكل عليه وليعلم أن لا عزة إلا به، ولا نصرة إلا به، ولا وكيل إلا هو، ولا رازق ولا باسط ولا مُنجي ولا واجد إلا هو سبحانه وتعالى، فلتهدأ السرائر ولتسكن النفوس ولتركن إلى الغني المغني. [الأنترنت – موقع طريق الإسلام - الغنيّ الله - هاني حلمي عبد الحميد]

اسأل الله أن يجعله علماً نافعاً وعملاً صالحاً ، وأن ينفع به كاتبه ، وقارئه ، وسامعه ، ومشاهده ، واشكر كل من ساعدني وقدم لي أي خدمة، سواء مادية ، او معنوية ، صغيرة ، او كبيرة ...

إن أصبت فمن توفيق الله وفضله ، وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان ، واستغفر الله من كل خطأ وخطيئة ، وعلى أتم إستعداد للرجوع الى الصواب إذا نُبهت لذلك ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وكتبه : د مسفر بن سعيد دماس الغامدي ، استاذ مشارك في السنة وعلومها                         

 جوال رقم / 0555516289