أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة والأربعــون بعد المـائة في موضـــــوع الغنــــــــي المغنــــــــي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السابعة والأربعون بعد المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى
وصفاته وهي بعنوان :
* قصة سليمان وملكة سبأ - الاعتراف لله بالنعمة :
فيه دليل أيضاً على الاعتراف بنعمة الله لأن هذه الجملة من كلام سليمان على الصحيح.
لكن هي ما قصتها هو قال عن نفسه: وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ [النمل:42] أما هي قال الله: وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ[النمل:43] فلم تؤت العلم ولا الإسلام، بل صدها عن الإسلام من قبل الآلهة الباطلة التي كانت تعبدها من دون الله، وَصَدَّهَا ومنعها مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ [النمل: 43] وبينما كانت ملكة سبأ تعيش تحت تأثير الدهشة من هذا العرش المشابه جداً لعرشها، إذا بشيء آخر مدهش جداً مفاجأة، وراء مفاجأة، وأشياء مذهلة، وتتابع في الأعاجيب أن سليمان قد هيأ لها صرحًا ممردًا من الزجاج، فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً النمل: 44، وماء وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا [النمل: 44]، لتخوض إليه، قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ[النمل: 44] لا حاجة للكشف امشي عليه، فعند ذلك استسلمت استسلامًا كاملاً، هذا العرش، وهذا الصرح الممرد، من الذي يقدر على مثل هذا، إلا شخص أقدره الله على ذلك، صارت قضية معجزات، المسألة قضية معجزات لم يكن قصرًا من حجارة وطين، وإنما كان من زجاج متين، وأمر الشياطين فبنوا له القصر العظيم من الزجاج، فإذا قالوا لك: إن هناك قصور اليوم تحت البحر مبنية من الزجاج، فقل لهم قد سبقكم إليها سليمان، فبنى ما هو أكبر وأعظم، إنها الطريقة العجيبة المثيرة، إن الناظر القادم يحسبه ماء، ولكنه في الحقيقة من زجاج، فأراها من عز الملك والسلطان ما أرغم أنفها، وجعلها ذليلة منقادة مستسلمة، وهي ملكة عندها كما قال الله في أول القصة: وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ[النمل:23] ليست مملكة بلقيس دولة فقيرة، قال: وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ[النمل:23]، وهذا يبين لنا أن قصد سليمان لم يكن تباهي وإنما قصده الإخضاع هؤلاء بالشيء الذي يعرفون، يعرفون المستويات يعرفون النعم، والنعيم يعرفون الأموال ناس عندهم أبهة، ليسوا ضعفاء، لكن رأوا شيئًا يفوق بكثير، وعندما يرى الإنسان شيئًا يفوق بكثير يستسلم، ألا ترى أن المحتالين النصابين إذا أرادوا أن يوقعوا شخصًا في شرك وفخ، يدعونه ويأتونه بسيارة فارهة ليأخذوه إلى فندق فخم جداً، وضيافة فارهة جداً، فيقول: هؤلاء أكيد شركة قوية جداً، فإذا هو مأكول، لذلك قضية إظهار مثل هذا يؤدي إلى نوع من الاستسلام، وبالرغم مما آتاه الله من قبل، وبالرغم من فطنتها وحصافتها إلا أنها لم تكن تقدر أن تقاوم ما رأت.
{إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ } [النمل: 44] أملس، ومنه الأمرد الذي لا شعر له ولا ورق به، القوارير الزجاج، مفرد قارورة، والراجح أن القارورة مشتقة من وقر، والتقوير خرق الشيء من وسطه، والصرح الممرد من قوارير مقور، مبني من زجاج، مقور في وسطه، يعني: هذا المدهش لما قال: صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ [النمل: 44]، ما هي القوارير؟ القارورة مأخوذة من قور قور مقور، ما هو المقور؟ الزجاج الذي هو مقور في وسطه، وأعظم من هذا ولا يقارن أن المؤمن في الجنة له خيمة من درة مجوفة، كما أخبر عليه الصلاة والسلام: درة مجوفة أكبر ألماسة في العالم كم مقاسها هل تتجاوز قبضة اليد، الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون [رواه البخاري: 3243].
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .