أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الرابعة والثلاثــون بعد المـائة في موضـــــوع الغنــــــــي المغنــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

الرابعة والثلاثون بعد المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان : *النهوض بالفقراء خاصة في رمضان :

ثبتَ في الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان حين يلقاهُ جبريلُ، فإذا لَقِيَه جبريل - عليه السلام - كان أجودَ بالخير من الريح المرسَلة"؛ رواه البخاري، وأحمد، وزاد: "لا يُسألُ عن شيءٍ إلا أعطاه"؛ رواه أحمد، قال ابن حجر: "أجودَ الناس"؛ أي: أكثر الناس جودًا، والجود: الكرم وهو من الصفات المحمودة، وقولُه: "أجودَ بالخير من الريح المرسَلة"؛ أي: المطلقة، يَعني في الإسراع بالجود أسرع مِن الريح، وعبَّر بالمرسَلة إشارة إلى دوام هبوبِها بالرحمة، قال بعضهم: فُضِّلَ جودُه على جود الناس، ثم فُضِّلَ جودُه في رمضان على جُودِه في غيره، ثم فُضِّلَ جودُه في ليالي رمضان وعند لقاء جبريل على جُوده في سائر أوقات رمضان، ثم شُبِّه بالريح المرسَلة في التعميم والسرعة؛ قال ابن الملك مُعَلِّلاً: لأن الوقت إذا كان أشرفَ، يكون الجودُ فيه أفضل؛ يقول ابن عمر - رضي الله عنه -: ما رأيتُ أجودَ ولا أمجدَ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

هذا حال نبيِّك مع الإنفاق في رمضان، وهو القدوة والأسوة؛ فكيف حالُك أنت؟

قال الشافعيُّ - رحمه الله - أُحِبُّ للرجل الزيادةَ بالجود في رمضان؛ اقتداءً

برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغُلِ كثيرٍ منهم

بالصوم والصلاة عن مكاسبهم.

إنَّ شهرَ رمضانَ موسمُ المتصدقين، وفرصةٌ سانحة للباذلين والمعْطِين، وإن الصيام يدعو إلى إطعام الجائع، وإعطاء المسكين، وإتْحاف الفقير.

اللهُ أَعْطَاكَ فابْذُلْ مِنْ عَطِيَّتِهِ  *** فَالْمَالُ عَارِيةٌ وَالْعُمْرُ رَحَّالُ

الْمَالُ كَالْمَاءِ إنْ تُحْبَسْ سَوَاقِيهِ *** يَأْسَنْ وَإِنْ يَجْرِ يَعْذُبْ مِنْهُ سَلْسَالُ

يقول ابن رجب في "لطائف المعارف": وفي تضاعُف جُودِه - صلى الله عليه وسلم - في رمضان بخصوصه فوائدُ كثيرةٌ؛ منها:

شرف الزمان ومضاعفةُ أجْر العمل فيه؛ وفي الترمذي عن أنس مرفوعًا: ((أفضلُ الصدقةِ صدقةُ رمضانَ)).

إعانةُ الصائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجبُ المعينُ لهم مثْل أجورهم، كما أن من جَهَّز غازيًا، فقدْ غزا، ومَن خلفَه في أهله بخيرٍ، فقد غزا.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .