أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثلاثــــــون بعد المـائة في موضـــــوع الغنــــــــي المغنــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

الثلاثون بعد المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *أمة الحديد والمعادن :

يقول البَنَّا : "حرامٌ على الأمة التي تقرأ في كتابها من الثناء على داود - عليه

السلام - ﴿ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [سبأ : 10 - 11]، وتقرأ: ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 81]،  ثم لا يكون فيها مصنعٌ للسلاح؟ ثم تقرأ في كتابها: ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 12 - 13]، ثم لا

يكون فيها مسبكٌ عظيم، ولا مصنعٌ كامل للأدوات المعدنيَّة.

*الإسلام يبغض التسولَ ويقضي على البطالة :

يقول النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : ((لا يفتحُ الإنسان على نفسه بابَ مسألة، إلا فتحَ الله عليه بابَ فقْرٍ، يأخذ الرجل حبلَه فيعمد إلى الجبل، فيحتطب على ظهره، فيأكلُ به، خيرٌ له من أن يسألَ الناسَ؛ مُعطًى أو ممنوعًا))؛ صحيح.

وعن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اليدُ

العُليا خيرٌ من اليد السفْلَى، وابدأْ بمَن تعول، وخيرُ الصدقة ما كان عن ظهْر

غِنًى،ومن يستعففْ يعفَّه الله،ومن يستغنِ يُغْنِه الله)؛ رواه البخاري واللفظ له، ومسلم.

الإسلام يريد من المسلم أن يتعفَّفَ ويتكفَّفَ، ويأكلَ بالمعروف إنْ كان فقيرًا، وأنْ  يجعلَ يدَه ممرًّا لعطاء الله - عز وجل - إنْ كان غنيًّا؛ ليحيا كلٌّ منهم عزيزًا كريمًا، لإخوانه ليِّنًا، ولرسوله ناصرًا، ولربِّه مِطواعًا.

عن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: "سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم –

فأعطاني، ثم سألتُه فأعطاني، ثم سألتُه فأعطاني، ثم قال: ((يا حكيم، هذا

المال خضرٌ حلْوٌ؛ فمَن أخذه بسخاوةِ نفسٍ، بُورِكَ له فيه، ومَن أخذه بإشرافِ

 نفْسٍ، لم يُبَارَكْ له فيه، وكانَ كالذي يأكلُ ولا يشبع، واليدُ العُليا خيرٌ من اليد

السفْلَى))، قال حكيم: فقلتُ: يا رسول الله، والذي بعثَك بالحقِّ، لا أرزأُ أحدًا بعدَك شيئًا، حتى أفارقَ الدنيا.

فكان أبو بكر - رضي الله عنه - يدعو حكيمًا ليعطيَه العطاءَ، فيأبَى أن يقبلَ منه شيئًا، ثم إنَّ عمر - رضي الله عنه - دعاه ليعطيَه، فأبَى أنْ يقبلَه، فقال: يا

معشر المسلمين، أشهدُكم على حكيم أني أعرضُ عليه حقَّه الذي قسَمَ الله له

 في هذا الفيء، فيأبَى أن يأخذَه، ولم يرزأْ حكيم أحدًا من الناس بعد النبي –

صلى الله عليه وسلم - حتى توفِّي - رضي الله عنه"؛ رواه البخاري، ومسلم.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .