أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والعشرون بعد المـائة في موضـــــوع الغنــــــــي المغنــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

التاسعة والعشرون بعد المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *الإسلام يفتح البابَ للعيش الكريم :

إنَّ كلَّ إنسانٍ في مجتمع الإسلام مُطَالبٌ بأن يعملَ، وأن يكونَ قادرًا على الكسْب، ومأمورٌ أن يمشي في مناكب الأرض ويأكلَ مِن رِزْق الله.

يقول أحدُ الدُّعاة: إنَّ الإسلامَ يفتحُ أبوابَ العمل أمام المسلم على مِصْراعيها؛ ليختارَ منها ما تؤهِّله له كفايته وخِبرته ومُيولُه، ولا يفرض عليه عملاً مُعينًا إلا إذا تعيَّنَ ذلك لمصلحة المجتمع، كما لا يسدُّ في وجْهه أبوابَ العمل، إلا إذا كان

 من ورائه ضررٌ لشخصه، أو للمجتمع ماديًّا كان أو معنويًّا، وكل الأعمال المحرَّمة في المجتمع من هذا النوع.

الحثُّ على العمل والصناعة:الإسلام يحثُّ على العمل؛ قال - تعالى -: ﴿ فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15]، ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 105]. قال - صلى الله عليه وسلم -: ((التاجرُ الصدوق الأمين مع النبيِّين والصِّدِّيقين والشهداء)) ؛ رواه الترمذي.

وقال: ((ما مِن مسلمٍ يزرعُ زرعًا أو يغرس غرْسًا، فيأكل منه طيرٌ أو إنسان

 أو بَهِيمة، إلا كانتْ له به صدقة)).

والإسلام يحثُّ على الصناعة؛ ((ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا مِن أن يأكلَ من عمل يده))؛ رواه البخاري.

يَقْرنُ الله بين العمل والجهاد، فقال - تعالى -: ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [المزمل : 20].

وقيل لأحمد بن حنبل: ما تقول فيمَن جلسَ في بيته أو في المسجد، وقال: لا

أعمل شيئًا حتى يأتيني رِزْقي؟ قال أحمد: هذا رجلٌ جَهِلَ العِلْمَ؛ أمَا سَمِعَ قولَ

النبي: ((جُعِلَ رِزْقي تحت ظلِّ رُمْحي))؟!

وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لا يقعدنَّ أحدُكم عن طلبِ الرزْق ويقول: اللهم ارزقْني، وقد عَلِمَ أنَّ السماء لا تُمْطِر ذهبًا ولا فِضَّة".

لا يجوز التكاسُلُ عن العمل بحجَّة أخْذ الصدقات؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تحلُّ الصدقةُ لغَني، ولا لذي مِرَّةٍ سَوِيٍّ))؛ رواه الترمذي، المِرَّة: القوي، والسَّوِي: السليم الأعضاء.

مرَّ رجلٌ على أبي الدرداء وهو يزرعُ، فقال: "أتغرسُ هذه وأنت شيخٌ كبير؟

 هذه لا تُطْعِمُ إلاَّ في كذا وكذا وكذا عامًا، فقال أبو الدرداء: ما عليّ أنْ يكونَ لي أجرُها ويأكلَ منها غيري"؛ "أعلام المسلمين".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .