أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة والعشرون بعد المـائة في موضـــــوع الغنــــــــي المغنــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

السابعة والعشرون بعد المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *مناظرات اقتصادية : تناظر الفقراء والأغنياء :

قال الأغنياء : هذا القياس ينتقض ولا يصح إلا بقياس، فإن سليمان كان من المرسلين وقد ملك الدنيا سنين، وهذا داود كان له ثلاثة وثلاثون ألف حارس وكراسي من ذهب وفضة وهذا عثمان وعبدالرحمن وغيرهما.

قال الفقراء : القياس صحيح، فإن المال كان لهم ولم يكونوا هم للأموال، فشتان

بين من يكون للمال وبين من يملك المال.

قال الأغنياء : أهل الجنة أغنياء فرحون وإنهم أطيب عيشاً وأعدل حالاً، وأهل النار فقراء مغمومون، فنحن أفضل، قال الفقراء: أمسكوا، فإنه آلة المعصية ما أطغى وما أبغى، ولم يتبع الهوى إلا كل ذي مال وأما الفقراء فحسبهم الخمول والسكون يطيعون ربهم شاؤوا أم أبوا.

قال الأغنياء : غلطتم فإن التقوى مركوزة في طباع المرء! فقر أو استغنى

قال الفقراء : أتسلمون لنا أن قلب المرء مع ماله، فالغني قط لا يحب الموت

 ويكره مفارقة الدنيا، وأما الفقير فلم ير خيراً إلا من ربه فيقوم عليه كالغائب، غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه، والفقير قلبه إلى ربه فشتان بين من يميل إلى ربه وبين من يميل إلى الدنيا.

فلما أورد على الأغنياء هذه الحجة كادوا أن يتقطعوا، فقالوا: لا نسلم، هذه هواجس وترهات دسائس.

وقال الأغنياء : بل الغنى صفة الرب والله الغني، ونحن أفضل، فصاحوا وتهارشوا.

فتحاكوا إلى قاضي العقل، فنظر واعتبر وطول وهول، ثم قال: قد تحيرت فيما

بينكم. إن قلت: الفقر أفضل: ينادي منادي ((كاد الفقر أن يكون كفراً)).

وإن قلت: الغنى أفضل: سمعت القرآن الكريم يقول: ﴿ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 28].

هذه مناظرة اقتصادية جرت بين فريق الفقراء وفريق الأغنياء، ولا شك أن لكل فريق مزاياه وخصائصه، مما يصعب معه تمييز أو تمايز فريق دون فريق أو تفضيل هذا على هذا، وفي كل خير. [الأنترنت – موقع الألوكة - مناظرات اقتصادية - د. زيد بن محمد الرماني]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .