أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الرابعة عشرة بعد المـائة في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

الرابعة عشرة بعد المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *إقتران الغني بالحميد :

– كلام جميل.

– بل لو قرأت الآية بعدها لاتضح المراد بزيادة؛ حيث يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (البقرة:264). تضمنت هذه الآية الإخبار بأن المن والأذى يحبط الصدقة، وهذا دليل على أن الحسنة قد تحبط بالسيئة.

     وقوله فمثله أي مثل هذا المنفق الذي قد بطل ثواب نفقته كمثل صفوان، وهو الحجر الأملس وفيه قولان، أحدهما: أنه واحد، والثاني جمع صفوة عليه تراب فأصابه وابل وهن المطر الشديد فتركه صلدا وهو الأملس الذي لا شيء عليه من نبات ولا غيره، وهذا من أبلغ الأمثال وأحسنها، فإنه يتضمن تشبيه قلب هذا المنفق المرائي الذي لم يصدر إنفاقه عن إيمان بالله واليوم الآخر بالحجر؛ لشدته وصلاته وعدم الانتفاع به، وتضمن تشبيه ما علق به من أثر الصدقة بالغبار الذي علق بذلك الحجر والوابل الذي أزال ذلك التراب عن الحجر، فأذهبه بالمانع الذي أبطل صدقته وأزالها كما يذهب الوابل التراب الذي على الحجر فيتركه صلدا فلا يقدر المنفق على شيء من ثوابه لبطلانه وزواله، وفيه معنى آخر وهو أن المنفق لغير الله هو في الظاهر عامل عملا يرتب عليه الأجر ويزكو له كما تزكو الحبة التي إذا بذرت في التراب الطيب أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، ولكن وراء هذا الإنفاق مانع يمنع من نموه وزكائه كما أن تحت التراب حجرا يمنع نباتا ما يبذر من الحب فيه فلا ينبت ولا يخرج شيئا.[الأنترنت – موقع د أمير الحداد - الغني الحميد ]

وقال النابلسي : اقتران اسم الغني بعدة أسماء منها :

1 ـ الحميد : وغالباً ما يقترن اسم " الغني " باسم الحميد ، كما في قوله تعالى : " لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ " [الحج:64] .

هو غني عن عباده ، لكنه يعاملهم معاملة يحمدونه عليها ، هناك إنسان قد يكون غنياً ، لا يحتاج إلى أحد ، تراه فظاً ، غليظاً ، مستكبراً ، مستعلياً ، أما خالق السماوات والأرض ، الذات الإلهية ، الكاملة ، غني ، ومع أنه غني كامل ، ما أروع أن يجتمع الغنى مع الكمال .

الرحمة حسن لكن في الأمراء أحسن ، هناك حديث طويل حول هذا الموضوع أحيانا تجتمع صفتان في الإنسان فيكون متألقاً أعلى تألقاً ، الله عز وجل " الغني " حميد ، مع أنه غني عن عباده ، لو أن كل من في الأرض كفروا لا يحتاج إليهم أبداً ، ومع ذلك يعاملهم معاملة كاملة يحمدونه عليها .

2 ـ الحليم : واقترن اسم الله " الغني " باسم الحليم .

" قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ "

[البقرة:263] غني عن عباده لكنه يمدهم بالطعام والشراب والهواء ، ويمدهم

بكل ما يحتاجونه إذاً وهم يعصونه ، يُعصى ويرحمهم .

" إني والإنس والجن في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويُشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إليّ صاعد ، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إليّ بالمعاصي ، وهم أفقر شيء إلي ، من أقبل عليّ منهم تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب ، أهل ذكري أهل مودتي ، أهل شكري أهل زيادتي ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة بمثلها وأعفو ، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها " [رواه البيهقي والحاكم عن معاذ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء] .

3 ـ الكريم :اقترن اسم الله " الغني " باسم الكريم : " وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ

لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ " [النمل:40] هناك غني بخيل ، العدل حسن لكن في الأمراء أحسن ، والسخاء حسن لكن في الأغنياء أحسن ، والصبر حسن لكن في الفقراء أحسن ، والتوبة حسن لكن في الشباب أحسن ، والحياء حسن لكن في النساء أحسن .                                                                                                                    وفي الحديث الشريف : اللهم أنت الله ، لا إِله إِلا أنت ،أنتَ الغنيُّ ، ونحن الفقراء ،أنْزِلْ علينا الغيث واجعلْ ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إِلى حين"[أبو داود]

غنى الإنسان نسبي لأنه في الوقت نفسه مفتقر إلى أشياء لا تعد ولا تحصى [الأنترنت – موقع النابلس - اسم الله الغني - محمد راتب النابلسي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .