أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثالثة عشرة بعد المـائة في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

الثالثة عشرة بعد المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *إقتران الغني بالحميد :

– ورد اسم الله (الغني) سبع عشرة مرة في كتاب الله، اقترن بـ(الحميد) عشر مرات وبـ(الحليم) مرة واحدة وبـ(الكريم) مرة واحدة، وانفرد في خمس آيات.

– من تدبر آيات الكتاب علم سبب اقتران (الغني) بـ(الحميد) أكثر من غيره من الأسماء الحسنى، وذلك أن (الغني) في حق الله -عزّ وجل- (غنىً) مطلق؛ فهو غني عن الولد، والصاحبة، والشريك، ويحمد لذلك، وهو (الغني) في ملكه، فيعطى بغير حساب، ويحمد لذلك، وهو (الغني) عن طاعة الطائعين ونفقات المنفقين، ويجازي أهل الطاعات بأعظم أجر ويحمد لذلك، فالحمد لله (الغني الحميد).

– وماذا عن اقتران (الغني) بـ(الحليم)؟! مع العلم أننا ذكرنا سابقا أن الآيات التي ورد فيها اسم الله (الحليم) فيها من يستحق العقوبة، ولكن الله لا  يعامله بها لحلمه عز وجل.

– الآية التي اقترن فيها (الغني) بـ(الحليم) هي آية واحدة فقط: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ}(البقرة:263).

– إن ختم الآية بهذين الاسمين من أسماء الله الحسنى ظاهر في هذه الآية، ولكن دعنا نقرأ ما كتبه ابن القيم رحمه الله، ذكر الشيخ في (طريق الهجرتين):

     ثم قال تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} فأخبر أن القول المعروف وهو الذي تعرفه القلوب ولا تنكره، والمغفرة وهي العفو عمن أساء إليك خير من الصدقة بالأذى، فالقول المعروف إحسان وصدقة بالقول، والمغفرة إحسان بترك المؤاخذة والمقابلة، فهما نوعان من أنواع الإحسان، والصدقة المقرونة بالأذى حسنة مقرونة بما يبطلها، ولا ريب أن حسنتين خير من حسنة باطلة، ويدخل في المغفرة مغفرته للسائل إذا وجد منه بعض الجفوة والأذى له بسبب رده فيكون عفوه عنه خيرا من أن يتصدق عليه ويؤذيه.

ثم ختم الآية بصفتين مناسبتين لما تضمنته فقال {وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ}، وفيه معنيان أحدهما أن الله غني عنكم لن يناله شيء من صدقاتكم، وإنما الحظ الأوفر لكم في الصدقة؛ فنفعها عائد عليكم لا إليه سبحانه وتعالى، فكيف يمن بنفقته ويؤذي مع غنى الله التام عنها وعن كل ما سواه، ومع هذا فهو حليم؛ إذ لم يعاجل المان بالعقوبة وفي ضمن هذا الوعيد والتحذير، والمعنى الثاني أنه -سبحانه وتعالى- مع غناه التام من كل وجه، فهو الموصوف بالحلم والتجاوز والصفح مع عطائه الواسع وصدقاته العميمة، فكيف يؤذي أحدكم بمنه وأذاه مع قلة ما يعطي ونزارته وفقره.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .