أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة بعد المـائة في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

التاسعة بعد المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: * { إن تَكْفُرُوا فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ } :

وأكتفي بجواب واحد على هذه الشبهة أنقله من كلام ابن القيم - رحمه الله تعالى - حين يقول:

«وقد جرت لي مناظرة بمصر مع أكبر من يشير إليه اليهود بالعلم والرياسة، فقلت له في أثناء الكلام: أنتم بتكذيبكم محمد صلى الله عليه وسلم  قد شتمتم الله أعظم شتيمة. فعجب من ذلك وقال: مثلك يقول هذا الكلام؟ قلت له: اسمع الآن تقريره: إذا قلت إن محمداً ملك ظالم قهر الناس، وليس برسول من عند الله، وقد أقام ثلاثاً وعشرين سنة يدعي أنه رسول الله، وأرسله إلى الخلق كافة، ويقول: إن الله أمرني بكذا، ونهاني عن كذا، وأوحى إلي كذا، ولم يكن من ذلك شيء، ويقول إنه أباح لي سبي ذراري من كذبني أو خالفني ونساءهم غنيمة وأموالهم وقتل رجالهم، ولم يكن من ذلك شيء، وهو يدأب في تغيير دين الأنبياء ومعاداة أممهم ونسخ شرائعهم، فلا يخلو: إما أن تقول إن الله سبحانه كان يطلع على ذلك ويشاهده ويعلمه، أو تقول إنه خفي عنه ولم يعلم به. فإن قلتم لم يعلم به نسبتموه إلى أقبح الجهل، وكان من علم ذلك أعلم منه، وإن قلتم بل كان ذلك كله بعلمه ومشاهدته واطلاعه عليه، فلا يخلو: إما أن يكون قادراً على تغييره والأخذ على يديه ومنعه من ذلك أو لا، فإن لم يكن قادراً فقد نسبتموه إلى أقبح العجز المنافي للربوبية، وإن كان قادراً وهو مع ذلك يعزه وينصره ويؤيده ويعليه ويعلي كلمته ويجيب دعاءه ويمكنه من أعدائه ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد على الألف ولا يقصده أحد بسوء إلا أظفره به ولا يدعوه بدعوة إلا استجابها له، فهذا من أعظم الظلم والسفه الذي لا يليق نسبته إلى آحاد العقلاء فضلاً عن رب الأرض والسماء، فكيف وهو يشهد له بإقراره على دعوته وبتأييده وبكلامه، وهذه عندكم شهادة زور وكذب. فلما سمع ذلك قال: معاذ الله أن يفعل الله هذا بكاذب مفتر بل هو نبي صادق، من اتبعه أفلح وسعد. قلت: فما لك لا تدخل في دينه؟ قال: إنما بعث إلى الأميين الذين لا كتاب لهم، وأما نحن فعندنا كتاب نتبعه. قلت له: غُلبت كل الغلب، فإنه قد علم الخاص والعام أنه أخبر أنه رسول الله إلى جميع الخلق، وأن من لم يتبعه فهو كافر من أهل الجحيم، وقاتل اليهود والنصارى وهم أهل كتاب، وإذا صحت رسالته وجب تصديقه في كل ما أخبر به. فأمسك ولم يحر جواباً»[ هداية الحيارى ص 1/87، 88.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .