أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة بعد المـائة في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السابعة بعد المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: * { إن تَكْفُرُوا فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ } :
الشيخ: أتدري ما هو السبب في ذلك يا حيران؟
حيران: كلا يا مولاي.
الشيخ: السبب يرتكز على قانون المصادفة نفسه، فالتزاحم بين الورقات المرقمة يجري بين عشر ورقات على عشرة ترتيبات، فيجعل حظ المصادفة بنسبة واحد إلى عشرة مليارات. وهذه النسبة، على تفاوتها الكبير، ليست من العظم بحيث تحدث لك في عقلك تلك البداهة في إدراك الاستحالة، ولكن التزاحم بين حروف الكتاب يجري بين (500) ألف حرف على تكوين (125) ألف كلمة تقريباً بأشكال وترتيبات لا تعد ولا تحصى، وهذا ما يجعل حظ المصادفة بنسبة واحد ضد عدد هائل جداً جداً لو قلت عنه إنه مليار مليار مليار مليار لكان قليلاً...
هذا في كتاب المطبعة وكلماته المعدودة المحدودة يا حيران، فما قولك في كتاب الله الأعظم، وكلماته التي يقول عنها جلت قدرته: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا
لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109]، ويقول: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [لقمان: 27]؟
حيران: هل تعني يا مولاي بكتاب الله القرآن وما فيه من كلمات؟
الشيخ: أرجو أن يكون فهمك للقرآن أسمى من هذا وأعمق يا حيران، فكلمات القرآن التي بين دفتي المصحف معدودة محدودة، فلا يعقل أن تحتاج كتابتها إلى مداد ينفد به ماء البحار، ولا إلى أقلام تنفد بها أشجار الأرض.
حيران: هذا والله ما كنت أقوله في نفسي.
الشيخ: كلا يا حيران. وإنما عنيت بكتاب الله هنا العالم كله، وعنيت بكلمات الله، كما أراد الله كل ما في ملكوت السموات والأرض من شيء محسوس من عالم الخلق، أو معقول من عالم الأمر، والذي لم يخلق إلا بكلمات ربي، وكيف تنفد كلمات ربي يا حيران، وكل ذرة من مياه البحار وأشجار الأرض إنما تمت بكلمات ربي؟ بل كل ما في الكون من ذرات وعناصر ونظم وقوانين ونواميس، ونسب وروابط وعلائق، وأقدار وأحجام وأوزان، ومدد وأوقات وأزمان، وصور وأشكال وألوان، وحركات وسكنات وأوضاع، وأجناس وأصناف وأنواع، كلها تمت بكلمات ربي...
ثم تعال وتدبر في «العلم والقرآن» بعض ما في هذا العالم من تقدير، واتزان، وتنظيم، وترتيب، وإحكام، وإتقان، لنعرف ما هو حظ المصادفة في تكوينه!
وصدق الله تعالى إذ يقول: {إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } [القمر: 49]، ويقول سبحانه: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: ٢]، وقوله سبحانه: {وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } [الرعد: ٨][ قصة الإيمان. نديم الجسر. ص293-297، باختصار وتصرف يسير.]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .