أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الخامسة بعد المـائة في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

الخامسة بعد المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: * { إن تَكْفُرُوا فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ } :

وأما الثاني: فقوله سبحانه: {أَمْ هُمُ الْـخَالِقُونَ}؟ أي: إذا كانوا لا يقولون بأن

هذا الخلق المنتظم المتناسق الذي تبرز فيه الحكم الباهرة لا يمكن أن يكون بغير خالق فهل هم إذن الذين خلقوا أنفسهم والكون من حولهم؟! وهذا ما لم يقل به أو يدعيه أحد من الخلق لا في القديم ولا في الحديث، إذ كيف يخلقون أنفسهم وقد كانوا عدماً؟ إذن بقي السؤال الأول والجواب عليه حيث يتبنى بعض المتكبرين المكابرين أن هذا الخلق وجد هكذا بالصدفة من غير خالق. وأقسم بالله غير حانث أن هذا الفريق من الملاحدة غير صادقين وغير مقتنعين بما يجادلون به، إذ كيف يكون هذا الكون العظيم بنواميسه ونظامه الدقيق وبما فيه من الحكم الباهرة التي لا تصدر إلا من خالق عظيم مريد عالم قادر حكيم كيف يكون هذا بمحض الصدفة والموافقة؟! بل لو نظروا إلى أنفسهم وعجائب خلقتها وما فيها من الأجهزة والأعضاء والأعصاب والعروق والعظام التي ركبها الله بحكمة وانتظام في عمل دؤوب دقيق، هل كل هذا الخلق العظيم في الآفاق والأنفس جاء بمحض الصدفة؟!

إنك لو قلت لهؤلاء القوم في مخلوق صغير من صنع الإنسان كصنع سيارة أو طائرة أو سفينة إن هذه السيارة أو الطائرة أو السفينة خرجت علينا بمحض الصدفة فتركب هيكلها ومحركاتها وربط بعضها ببعض وربطت أسلاكها بمصدر الطاقة فيها، كل ذلك تكون أمامنا بمجرد الصدفة ومن نفسها بنفسها من غير صانع، لو قلت لهم ذلك لسفهوا عقلك وردوا مزاعمك، فما بالهم ينكرون هذا في صنع صغير من صنع البشر، ولا ينكرون ذلك في مخلوقات الله العظيمة؟! إنه الهوى والمماحكة وإغواء الشيطان وهوى النفس.

وأنقل هنا وبهذه المناسبة كلاماً مفيداً للمقام في مناظرة جرت بين ملحد حيران وبين عالم من علماء المسلمين وهي مناظرة طويلة لكني هنا أنقل كلام الشيخ لهذا الحيران في موضوع الصدفة وأنها متهافتة ساقطة من أصلها عقلياً وعلمياً وشرعياً.

قال الشيخ: «إن حظ المصادفة من الاعتبار يزداد وينقص بنسبة معكوسة مع عدد الإمكانيات المتكافئة المتزاحمة فكلما قل عدد الأشياء المتزاحمة ازداد حظ المصادفة من النجاح وكلما كثر عددها قل حظ المصادفة. فإذا كان التزاحم بين شيئين اثنين متكافئين، يكون حظ المصادفة بنسبة واحد ضد اثنين، وإذا كان التزاحم بين عشرة يكون حظ المصادفة بنسبة واحد ضد عشرة، لأن كل واحد له فرصة للنجاح مماثلة لفرصة الآخر، بدون أقل تفاضل طبعاً.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .