أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الرابعة بعد المـائة في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

الرابعة بعد المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: * { إن تَكْفُرُوا فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ } :

والمقصود أن الإيمان بالله هو أصل الأصول، وبتحقيقه تتحقق بقية الأصول والأحكام ولذا ففي هذا التقرير سيكون التركيز على إثبات وجود الله عز وجل، وأنه الخالق لكل شيء المتفرد بالربوبية والألوهية وكمال الأسماء والصفات وبقية الأركان تابعة لذلك.فأقول وبالله التوفيق:

إن الإيمان بوجود الله وتفرده بالخلق والأمر هو أمر مستقر في القلوب والفطر السليمة، ولا يجادل في ذلك إلا من فسدت فطرته، واضطرب عقله بمؤثرات خارجية، بل إن الذين يجادلون في ذلك يشعرون بصراع داخلي بين الفطرة والعقل وبين أهوائهم كما قال عنهم الله تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُفْسِدِينَ 14} [النمل: 14]، ولذلك لن نطيل الكلام في إثبات أمر تدل عليه الفطرة والعقل والحس والسمع، وأكتفي بما قاله الله تعالى وهو يخاطب عقول الجاحدين وذلك في بضع كلمات بينات: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْـخَالِقُونَ 35 أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ} [الطور: 35 - 36].

جاء في صحيح البخاري أن جبير بن مطعم قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم  يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْـخَالِقُونَ} كاد قلبي أن يطير. أي: لظهور الحق ووضوح بطلان الباطل. وتكفينا هذه الآية حجة عقلية على الملاحدة والدهريين، ولا حاجة لنا بعدها إلى كلام أهل الفلسفة والمنطق في ردهم على الملاحدة بواجب الوجود وممكن الوجود وغير ذلك من فلسفة أهل الكلام وسفسطاتهم.

إن الله عز وجل يخاطب عقولهم إن كان لهم عقول يفقهون بها،ويوقفهم أمام سؤالين كبيرين ليجيبوا عليهما جواباً صريحاً مقنعاً لمن يحترم عقله وفطرته وإنسانيته.

فأما الأول: فقوله سبحانه: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ}؟ أي: أخُلقوا وخُلق هذا الكون من حولهم بنظامه الدقيق من غير خالق مريد عالم قادر حكيم وإنما بمجرد الصدفة والموافقة العمياء تشكل هذا الخلق العظيم الدقيق المنتظم في الآفاق والأنفس؟!

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .