أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثالثة بعد المـائة في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

الثالثة بعد المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي

بعنوان: * { إن تَكْفُرُوا فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ } :

التقرير الثاني:

باستقراء أحوال كثير من هؤلاء الذين مرضت قلوبهم وثارت فيها الشكوك والاعتراضات والشبهات فأصغوا إليها واقترفوا بسببها ما هم مقترفون، نجد أن

 أغلبهم وباعتراف بعضهم قد مروا في حياتهم الاجتماعية بأمراض وظروف نفسية من القلق والاكتئاب، اضطرب بسببها تفكيرهم وتشوشت بها عقولهم

وفطرهم، وبدلاً من أن يعالجوا هذه الأمراض النفسية من جذورها راحوا

يسقطون معاناتهم على التشكيك في مسائل الإيمان والغيب، واستغل

الشيطان الرجيم ضعفهم هذا، فأزهم إلى هذه الشكوك والشبهات أزاً، وزينها لهم في عقولهم المشوشة، وإلا فإنه لا

 يمكن أن يوجد سوي في عقله وتفكيره وفطرته ونفسيته ثم يميل إلى هذه الأمراض والشكوك؛ لأن الله  قد أودع في الفطر والعقول السوية السليمة معرفته سبحانه وتعظيمه ومحبته وعبادته: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِـخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ 30} [الروم: 30].

وقد ذكر الله سبحانه في كتابه الكريم وفي أكثر من آية أن كل من كفر فإنه

قد ألغى عقله؛ لأن العقل السليم يهدي إلى الله، قال سبحانه: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [النحل: 12]، وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } [الحج: 46].

التقرير الثالث:  إن أصل الأصول في أركان الإيمان: الإيمان بوجود الله تعالى، والإيمان بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فإذا استقر هذا الإيمان في القلب لزم عليه الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر وأخباره كلها والإذعان لأحكامه كلها قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام: ٥١١]، أي: صدقاً في الأخبار، وعدلاً في الأحكام.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .