أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة المــــــــائــــــــــة في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة المائة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : * مفاهيم قرآنية (الغنى والفقر) في ضوء القران الكريم :

والمتأمل في حياة أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجد كثيرين منهم كانوا أغنياء, وأنهم وظفوا ثرواتهم لخدمة دين الله تعالى, فنالوا بذلك سعادة الدنيا وكرامة الآخرة, ومن هؤلاء الصحابة أبو بكر وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وغيرهم.

يقول الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري: "دعوى أن جمهور الصحابة كانوا على التقلل والزهد ممنوعة بالمشهور من أحوالهم, فإنهم كانوا على قسمين بعد أن فتحت عليهم الفتوح,فمنهم من أبقى ما بيده من التقرب إلى ربه بالبر والصلة والمواساة مع الاتصاف بغنى النفس, ومنهم من استمر على ما كان عليه قبل

ذلك, فكان لا يبقي شيئًا مما فُتح عليه به,وهو قليل بالنسبة للطائفة الأخرى, ومن تبحَر في سير السلف علم صحة ذلك, فأخبارهم في ذلك لا تحصى".

فإن أقبل العبد على اكتساب المال, وأدى حق الله عليه فيه, وقام بصرفه في

 وجوه الخير المشروعة, فهذا فضل يذكر لله تعالى فيشكر, وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد: "نِعْمَ الْمَال الصَّالِح لِلرَّجُلِ الصَّالِح".

وقد رغَب الإسلام في كثير من الآيات في استثمار المال للتجارة به مع الله, وبيان أن هذا طريق المؤمنين المؤدي بهم إلى الفوز في الدنيا والفلاح في الآخرة.

يقول رب العزة: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}(التوبة:111).

وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ

سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَن تَبُورَ. لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}(فاطر:29-30). وقال عز من قائل: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(الصف:9-12) مع ملاحظة أن معظم الآيات التي ورد فيها الجهاد بالنفس والمال تقدم فيها ذكر المال على النفس.

أما إذا تحول المال لدى صاحبه إلى هدف يقصد لذاته, وانكب على جمعه دون رعاية لله في مصدره ومصرفه, واحتبسه دون أن يؤدي حقوق الله فيه فهذا داء وبيل, وشر مستطير.

يقول رب العزة: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ

وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}(التوبة:34-35).

وفي الحديث الذي رواه الشيخان: "مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ

يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ(أي ثعبانًا كثير السم له نكتتان سوداوان فوق عينيه) يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ تَلَا {لَا يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} الْآيَةَ.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .