أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والستــون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة التاسعة والستون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

*الرزق : مصدره ، أسباب حصوله وزيادته ، حلاله وحرامه ، شروطه : 

29 - الاحتطاب : الحطب: معروف ، وهو ما أعد من الشجر شبوبا للنار . والاحتطاب: الجمع . وحطبني فلان: إذا أتاني بالحطب . والحطابة: الذين يحتطبون . وأرض حطبة: كثيرة الحطب  .

روى البزار بسنده من حديث أبي هريرة ،  أن رجلين أتيا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسألاه؟ فقال: اذهبا إلى هذه الشعوب فاحتطبا ، فبيعاه ، فذهبا فاحتطبا ثم جاءا فباعا ، فأصابا طعاما ، ثم ذهبا فاحتطبا أيضا ، فجاءا فلم يزالا حتى ابتاعا ثوبين ، ثم ابتاعا حمارين ، فقالا: قد بارك الله لنا في أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم -  .

وأخرج البخاري في الصحيح بسنده من حديث أنس بن مالك ،  أن رعلا وذكوان وعصية ، وبني لحيان ، استمدوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عدو فأمدهم بسبعين من الأنصار ، كنا نسميهم القراء في زمانهم ، كانوا يحتطبون بالنهار ، ويصلون بالليل . . .  الحديث.

الاحتطاب مهنة معروفة قديمة بقدم الإنسان ، حيث كان الناس ولا يزالون في أقطار كثيرة يستخدمون الحطب في صنع الأطعمة ، وفي التدفئة وفي غير ذلك . وهي أيضا مهنة مربحة لمن يزاولها ، رغم التقدم التكنلوجي ، وظهور المصنوعات الحديثة التي تستخدم في الطهي والتدفئة .

وقد ناقش العلماء ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في  أن الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والحطب ،  وجعلوا هذه الأمور أمورا مشتركة لا يجوز احتكارها ، وهذا فيه دليل على أهميتها ، والله أعلم .

30 - اللقطة : أخذ الشيء من الأرض . واللقطة : اسم الشيء الذي تجده ملقى فتأخذه . والالتقاط: أن تعثر على الشيء من غير قصد وطلب . واللقطة في جميع البلاد لا تحل إلا لمن يعرفها سنة ، ثم يتملكها بعد السنة ، بشرط الضمان لصاحبها إذا وجده ، لكن مكة صانها الله ففي لقطتها خلاف ، فقيل: إنها كسائر البلاد ، وقيل: لا  .

أخرج البخاري في الصحيح بسنده من حديث زيد بن خالد الجهني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأله رجل عن اللقطة ، فقال:  اعرف وكاءها -أو قال وعاءها- وعفاصها ثم عرفها سنة ثم استمتع بها فإن جاء ربها فأدها إليه ، قال: فضالة الإبل؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه أو قال: احمر وجهه ، فقال: ما لك ولها ، معها سقاؤها وحذاؤها ، ترد الماء وترعى الشجر ، فذرها حتى يلقاها ربها ، قال: فضالة الغنم؟ قال: لك أو لأخيك أو للذئب  . وفي رواية أخرى زاد: " فإن جاء ربها فأدها إليه " أي: بعد السنة .                                   وأخرج البخاري في الصحيح بسنده من حديث أنس ، قال:  مر النبي -صلى

الله عليه وسلم- بتمرة في الطريق قال:"لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها.

إن إتلاف الأموال أو التسبب في إتلافها بتركها ، أو غير ذلك ، أمر محرم في الشريعة الغراء؛ ولذلك شرع الله التقاط اللقطة ، والانتفاع بها ، بعد أن تعرف سنة حتى لا تهلك أو تتلف ، ولأن من سنة الله في النعم شكرها والمحافظة عليها ، وعدم إتلافها؛ حتى يزيدها الله لأصحابها ويبارك فيها ، وهذا من لطف الله ورحمته بعباده .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .