أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الخامسة والستــون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة الخامسة والستون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

*الرزق : مصدره ، أسباب حصوله وزيادته ، حلاله وحرامه ، شروطه : 

24 - ما يؤخذ من النفقة الواجبة : وهي ما ينفقه المسلم نفقة واجبة على نفسه وزوجه وأرحامه والأقرب فالأقرب ، وعلى المحتاجين والمملوكين ، والبهائم وغير ذلك؛ قال تعالى:  وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا  ، وقال عز وجل:  وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلا وُسْعَهَا  .

وأخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:  أفضل الصدقة ما ترك غنى ، واليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول . تقول المرأة: إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ، ويقول العبد: أطعمني واستعملني ، ويقول الابن: أطعمني ، إلى من تدعني  . وأخرج البخاري في صحيحه من  حديث المعرور بن سويد ، قال: لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة ، فسألته عن ذلك ، فقال: إني ساببت رجلا فعيرته بأمه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر ، أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية ، إخوانكم خولكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ،ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم  .

الرجل في الإسلام هو المكلف بالإنفاق على النفس ، وعلى الزوجة والأولاد ، والخدم ، والبهائم التي تحت يده . وهذه النفقة جعلها الله واجبة على الرجل ، والزوج ، والأب ، والمالك . وإلا فمن ينفق على الضعفة من النساء والأولاد والمماليك وغير ذلك؟ وهذا من رحمة الله ولطفه بعباده أن سخر بعضهم لبعض ، وكلف بعضهم بالإنفاق على بعض .

25 - التجارة والسفر لابتغاء الرزق : وهو الاسترباح بالبيع والشراء في كل ما هو مباح؛ قال تعالى:  وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ  ، وقال تعالى:  هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ  ، وقال سبحانه:  وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ  ، وقال تعالى:  لإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ  .

وأخرج البخاري من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه ، قال: قال رسول

 الله صلى الله عليه وسلم:  البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا ، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما  .

وقال الشاعر:

تغرب علـى اسـم اللـه فـي طلـب العلا ***  وســافر ففــي الأســفار خــمس فوائـد

تفــــرج هــــم , واكتســــاب معيشــــة  وعلـــــم*** , وآداب , وصحبـــــة مـــــاجد

إن الخروج من المنزل بهدف الاكتساب ، والمشي في الأرض ، والضرب فيها ، سبب من أسباب حصول الرزق . هذه سنة الله في خلقه ، بل دلالة النصوص السابقة وغيرها واضحة في أمر الله لعباده بطلب الرزق بواسطة التجارة بالرحلة وبالسعي في الأرض .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .