أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الرابعة والستــون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الرابعة والستون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله
الحسنى وصفاته وهي بعنوان :
*الرزق : مصدره ، أسباب حصوله وزيادته ، حلاله وحرامه ، شروطه :
22 - الصداق : الصداق: مهر المرأة ، وقد أصدق المرأة حين تزوجها ، أي جعل لها صداقا،وقيل: أصدقها: سمى لها صداقا . وهو ما يعطي للمرأة عوضا
عن نكاحها؛ قال تعالى: وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً .
وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث سفيان ، قال: حدثني حميد أنه سمع أنسا رضي الله عنه قال: سأل النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف وتزوج امرأة من الأنصار كم أصدقتها؟ قال: وزن نواة من ذهب . وأخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد ، كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوسا ، فجاءته امرأة تعرض نفسها عليه ، فخفض فيها النظر ورفعه ، فلم يردها ، فقال رجل من أصحابه: زوجنيها يا رسول الله ، قال: أعندك من شيء؟ قال: ما عندي من شيء . قال: ولا خاتم من حديد؟ قال: ولا خاتم من حديد ، ولكن أشق بردتي هذه فأعطيها النصف وآخذ النصف . قال: لا ، هل معك من القرآن شيء؟ قال: نعم . قال: اذهب فقد زوجتكها بما معك من القرآن . وأخرج مسلم في صحيحه من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أعتق صفية
وجعل عتقها صداقها.وفي حديث معاذ عن أبيه:تزوج صفية وأصدقها عتقها .
إن المرأة المسلمة لا تستقر حياتها ولا يهدأ لها بال ولا يحصل لها السكن إلا داخل الأسرة ، والتي هي أحد أركانها ، وعلى هذا فهي تنتقل من أسرتها التي
نشأت وتربت وترعرعت فيها إلى الأسرة الجديدة ، وتحتاج إلى ما فرضه الله لها من مال؛ لتستعين به على حياتها الجديدة . والمهر حق من حقوقها ، لا
يجوز لأي أحد أن يأخذ منه شيئا ، حتى أقرب الناس لها ، إلا بإذنها .
وهو من مصادر الرزق ، والذي يمكن أن يكون نواة لفتح باب رزق أكبر ،
وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء .
23 - ما يأخذه المحتاج من أموال الزكاة والصدقة : الزكاة أحد أركان الإسلام ، وفرض من فروضه . وأصل الزكاة النماء والزيادة ، وسميت بذلك؛ لأنها تثمر المال وتنميه . يقال: زكا الزرع: إذا كثر ريعه ، وزكت النفقة: إذا بورك فيها . وهي واجبة بالإجماع . وهي حق مخصوص ، في مال مخصوص ، لطائفة مخصوصة ، في زمن مخصوص؛ قال تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا . وهي للثمانية الذين ورد ذكرهم في قوله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .
وأخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن ، فقال: ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم ، تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم .
*من الناس أغنياء،ومنهم فقراء،ومنهم بين ذلك ، وكيف تسد حاجة الفقراء؟ :
في الإسلام للفقراء حق في أموال الأغنياء؛ من هذا الحق ما هو فرض ، ومنه ما هو مستحب . وقد بين سبحانه من يستحق النفقة الواجبة في الثمانية الأصناف المذكورين في الآية الكريمة السابقة ، وهو حق واجب ورزق كريم ، لا تجوز فيه المنة ، بل يصبح هذا المال ملكا يتصرفون فيه كيفما شاءوا .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .