أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثانية والستــون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة الثانية والستون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

*الرزق : مصدره ، أسباب حصوله وزيادته ، حلاله وحرامه ، شروطه : 

19 - الجعل والإجارة : الجعل: ما جعل له على عمل معين ، الاسم بالضم ، والمصدر بالفتح ، يقال: جعل لك جعلا وجعلا ، وهو الأجر على الشيء فعلا وقولا  . والأجر: الجزاء على العمل ، والجمع أجور . والإجارة: من أجر يأجر ، وهو ما أعطيت من أجر في عمل . والأجر: الثواب  .

قال تعالى:  وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ  .

وأخرج البخاري بسنده من حديث ابن عباس  أن نفرا من أصحاب النبي

صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيهم لديغ- أو سليم- فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال: هل

فيكم من راق؟ إن في الماء رجلا لديغا- أو سليما- .

فانطلق رجل منهم ، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء ، فبرأ . فجاء بالشاء إلى

أصحابه ، فكرهوا ذلك ، وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرا؟ حتى قدموا المدينة ، فقالوا: يا رسول الله ، أخذ على كتاب الله أجرا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله  .

هذا الجعل من أسباب حصول الرزق بنص كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما أكثر الأعمال التي يقوم بها الإنسان مقابل مبلغ من المال ، بل جرت

سنة الله في خلقه أن سخر بعضهم لبعض حتى يحصل التكامل ، وحتى تقضى

 الحاجات وتتنوع الأرزاق ، وهذه من الحكم العظيمة التي أقام الله بها عمارة

الحياة البشرية .

أما الإجارة فقال تعالى حكاية عن ابنة شعيب :  قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ  وقال عز وجل:  فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ  ، وقال تعالى حكاية عن موسى للخضر : لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا  .

وأخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم ، فقال أصحابه وأنت؟ فقال: نعم ، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة  . وأخرج البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك ، قال:  حجم أبو طيبة النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بصاع أو صاعين من طعام ، وكلم مواليه فخفف عن غلته أو ضريبته  . وأخرج البخاري في الصحيح بسنده من حديث عبد الله بن مسعود ، قال:  أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر اليهود أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها  .

والإجارة عقد يقوم على القدرة والإتقان والأمانة ، وهو يحتاج إلى قبول وإيجاب بين المؤجر والمؤجر . والمتأمل في هذا الباب يجد أن حكمة الله ظاهرة في تسخير الناس بعضهم لبعض؛ ولذلك قال تعالى:  وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا  . ولولا هذه السنة الإلهية لتوقفت الحياة ، ولقلت الأرزاق ، ولتعطلت المصالح والطاقات ، لكن حكمة الله عظيمة ، وفضله كبير . فالحمد لله أولا وآخرا .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .