أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الخمســــــون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الخمسون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله
الحسنى وصفاته وهي بعنوان :
*الرزق : مصدره ، أسباب حصوله وزيادته ، حلاله وحرامه ، شروطه :
2 - تقوى الله: والتقوى هي: أن تعمل بطاعة الله ، على نور من الله ، ترجو ثواب الله؛ وأن تترك معصية الله ، على نور من الله؛ تخاف عقاب الله . قاله طلق بن حبيب .
وقال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ قال: أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، وأن يشكر فلا يكفر .
إن التقوى سبب في حصول الرزق والسعة في الدنيا قبل الآخرة؛ قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ، وقال عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ، وقال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ . قال ابن كثير : " أي: ومن يتق الله فيما أمره به ، وترك ما نهاه عنه ، يجعل له من أمره مخرجا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ أي: من جهة لا تخطر بباله " .
وأخرج أحمد في مسنده من حديث أبي ذر قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو علي هذه الآية: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا حتى فرغ من الآية ثم قال: يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم. قال: فجعل يتلو بها ويرددها حتى نعست .
إن للتقوى في الدنيا فوائد كثيرة ، وآثار عظيمة ، من أهمها: أنها سبب للخروج
من المآزق ، وحصول الرزق والسعة من حيث لا يحتسب؛ لأن أرزاق الله متنوعة ومتعددة ، والأسباب في الحصول على الأرزاق متنوعة ومتعددة ، فإذا اتقى الإنسان ربه فإنه يرزقه رزقا لم يخطر بباله ، ويكون بسبب لم يتعمد فعله ، أو بدون سبب ، بل ولربما لم يفكر فيه ، لأن الله هو الرزاق ، وهو مسبب الأسباب ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : لو أن الناس كلهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم .
3 - الاستغفار: وهو الانكسار بين يدي الله ، والرجوع إليه ، وسؤاله أن يعفو عنه ، وأن يقيله من عثرته ، وأن يتوب عليه .
والغفور ، والغفار- جل ثناؤه- من أبنية المبالغة ، ومعناهما: الساتر لذنوب عباده ، المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم .
فإذا استغفر العبد ربه ، وعاد إليه ، فإنه يغفر له ويرحمه ويرزقه ويمتعه؛ قال تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ، وقال عز وجل: وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى .
إن من طبيعة الإنسان الخطأ ، لكن العليم الحليم الحكيم- سبحانه- شرع لعباده
الاستغفار؛ لتسديدهم ولجبر عثرتهم ، بل وأمرهم بذلك؛ ليطهرهم وينقيهم ، وزيادة على ذلك يبدل سيئاتهم حسنات ، وهذا من كرم الله ، بل وأبعد من ذلك كله؛يرزقهم ويعطيهم ويزيدهم من فضله .فله الحمد والشكر والثناء الحسن
وأخرج ابن حجر في فتح الباري ، ما ذكره الحسن البصري ، قال: إن رجلا شكا إليه الجدب ، فقال: استغفر الله ، وشكا إليه آخر الفقر ، فقال: استغفر الله ، وشكا إليه آخر جفاف بستانه ، فقال: استغفر الله ، وشكا إليه آخر عدم الولد ، فقال: استغفر الله ، ثم تلا عليهم هذه الآية: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إلى قوله: أَنْهَارًا .
وهذا يدل على فضل الاستغفار ، وأن المستغفرين يحظون برعاية الله لهم ، وتلبية مطالبهم ، مهما كانت ، وعظمت ، وتنوعت ، وتعددت ، أو قلت أو كثرت . وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء .
ويتضح أن الاستغفار وطلب المغفرة من الله سبب من أسباب حصول الرزق بشتى أنواعه ، ومن أسباب زيادته ونموه وبركته .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .