أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الخامسة والأربعـون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الخامسة والأربعون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله
الحسنى وصفاته وهي بعنوان :
*الرزق : مصدره ، أسباب حصوله وزيادته ، حلاله وحرامه ، شروطه :
7 - الرزاق : هو المتكفل بالرزق ، والقائم على كل نفس بما يقيمها مِن قُوتِهَا ، وسع الخلق كلهم رزقه ورحمته ، فلم يختص بذلك مؤمنا دون كافر ، ولا وليا دون عدو ، يسوقه إلى الضعيف الذي لا حيل له ولا مكتسب فيه ، كما يسوقه إلى الجلد القوي ذي المرة السوي ، يوصل الرزق إلى محتاجه بسبب وبغير سبب ، وبطلب وبغير طلب . . . قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو
الْقُوَّةِ الْمَتِينُ وقال سبحانه: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ
وقال عز من قائل: وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ، وقال عز وجل: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ، وقال تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاَ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .
وأخرج البخاري في صحيحه بسنده من حديث أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم .
ما سبق من النصوص وغيرها كثير ، له دلالة واضحة في أن الله هو الرزاق ، ولا رازق غيره في شتى أنواع الرزق ، سواء الرزق الظاهر أو الباطن أو ما كان ماديا أو معنويا ، وسواء للعقلاء أو لغيرهم .
والأرزاق التي تأتي عن طريق المخلوقين ، إنما هم في ذلك أسباب اقتضت حكمة الله أن تكون عن طريقهم ، وهي سنة من سنن الله .
ومثال ذلك: حصول الولد لا يكون إلا بعد الزواج ، وحصول المحصول لا
يكون إلا بعد حرث الأرض وتعهدها ، وحصول الوظيفة لا يكون إلا بعد
التقدم إلى من تكون عنده . . . الخ .
لكن ذلك كله وغيره بتقدير الله وتدبيره وبرحمته ولطفه ، فإذا لم يرد الله أو يقدر ترتيب النتائج على الأسباب ، فإنه لا يحصل المراد؛ فكم من باذل للأسباب لم يحصل له مقصوده؛ لأن الله لم يرده لحكمة يعلمها هو ، والرزاق دائم العطاء؛ عطاؤه لحكمة ، ومنعه لحكمة .
ومعرفة أسماء الله وصفاته ، وتأمل معانيها ودلالاتها ، تجعل العبد يؤمن بقضاء
الله وقدره ، وأن الرزق من الله للعباد وفق سنن وأسباب قدرها الله لحكم
عظيمة؛ لأنه أعلم بما يصلح الخلق ، ولعلمه المحيط والسابق .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .