أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الرابعة والأربعـون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الرابعة والأربعون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله
الحسنى وصفاته وهي بعنوان :
*الرزق : مصدره ، أسباب حصوله وزيادته ، حلاله وحرامه ، شروطه :
4 - الوهاب: هو الذي يجود بالعطاء عن ظهر يد من غير استثابة ، ولا يستحق أن يسمى وهابا إلا من تصرفت مواهبه في أنواع العطايا ، فكثرت نوافله ودامت . والمخلوقون إنما يملكون أن يهبوا مالا ، أو نوالا في حال دون حال ، ولا يملكون أن يهبوا شفاء لسقيم ، ولا ولدا لعقيم ، ولا هدى لضال ، ولا عافية لذي بلاء . والله الوهاب سبحانه يملك جميع ذلك ، وسع الخلق جوده ورحمته ، فدامت مواهبه ، واتصلت مننه وعوائده . . . قال تعالى: يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ، وقال الوهاب: وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا قال سبحانه: وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا .
والوهاب: من أبنية المبالغة ، لكثرة هباته وعطاياه الخالية عن الأعواض والأغراض سبحانه . وهو بمعنى: المنعم على العباد ، ولا يطلق الوهاب إلا على الله؛ لأنه دائم العطاء والإنعام . . . ولذلك سمى نفسه بالوهاب .
5 - الكريم:وهوكثير الخير، يقال للناقة الكثيرة الحليب: كريمة ، ويقال للنخلة: كريمة ، وللعنب: كرمة؛ أي كريمة . وقد يسمى الشيء الذي له قدر وخطر: كريما
ومن كرم الله سبحانه أن يبدأ بالنعمة قبل استحقاق ، ومن كرمه أن العبد إذا تاب عن السيئة محاها عنه وكتب له مكانها حسنة .
قال تعالى: فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ، وقال سبحانه: وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ .
إن أكرم الأكرمين هو الله ، تكرم فخلق الخلق ، وأوجدهم من العدم ، ورباهم بالنعم ، وتفضل بأنواع النعم التي لا تعد ولا تحصى ، على الأولين والآخرين .
من كرمه سبحانه أنه يعطي من دون مسألة ، وإذا سئل ، وبعد السؤال ، وكلما ألح العبد بالسؤال زاده من فضله ، بل ويغضب إذا لم يسأل .
ومن كريم كرمه وعظيمه أنه يعطي من يحب ومن لا يحب ، ويعطي ويتكرم على البر والفاجر ، وعلى المؤمن والكافر ، وعلى كل مخلوق حي ، خيره على الدوام نازل ، والشر ليس إليه ، يتحبب إلى أوليائه بنعمه وفضله ، ويأمرهم بشكره
والثناء عليه حتى يزيدهم من فضله؛ لأنه كريم ، ولذلك تسمى بالكريم .
6 - الوكيل: هو الكافي ،ومعناه: الكفيل بأرزاق العباد ،والقائم عليهم بمصالحهم .
وحقيقته أنه الذي يستقل بالأمر الموكول إليه . ومن هذا قول المسلمين: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ أي نعم الكفيل بأمورنا والقائم بها .
قال تعالى: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ وقال سبحانه: وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا ، وقال جل وعلا: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا
، وقال عز من قائل: وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا .
ودلالة الآيات واضحة في أنه سبحانه وتعالى قد تكفل وقام بكل شيء تحتاجه مخلوقاته؛ لأنه على كل شيء قدير ، لا يعجزه شيء ، ولأنه حكيم وخبير يضع كل شيء في مكانه،ولأنه رحيم لطيف؛ولذلك تسمى بهذا الاسم الحسن (الوكيل)
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .