أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الرابعة والثلاثون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة الرابعة والثلاثون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان :*لغنى الله -عز وجل- مظاهر عديدة :

     إن لغنى الله -عز وجل- مظاهر عديدة, منها : أنه لم يتخذ صاحبة، ولا ولداً، ولا شريكا في الملك، فهو الغني الذي كمل بنعوته وأوصافه، المغني لجميع مخلوقاته الذي له الغنى التام المطلق من كل الوجوه -سبحانه-, تنزه عن النقائص والعيوب، فمن نسب إليه تعالى نقصاً فقد نسب إليه ما ينافي غناه، قال تعالى: (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) [يونس: 68].

ومن مظاهر غناه تعالى : أن خزائن السماوات والأرض والرحمة بيده، وأن جوده على خلقه متواصل في جميع اللحظات والأوقات, يأمر عباده بدعائه، ويعدهم بإجابة دعواتهم بجميع مراداتهم، ويؤتيهم من فضله ما سألوه وما لم يسألوه, وما ينقص من ملكه مثقال ذرة. روى مسلم من حديث أبي ذر -رضِي الله عنْه- أنَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال الله -عز وجل-: "لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ وسألوني فأعطيت كل إنسانٍ مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر".

ومن مظاهر غناه تعالى : أنه لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، فلو آمن أهل الأرض كلهم جميعاً ما زاد ذلك في ملكه شيئاً، ولو كفروا جميعاً لم ينقص ذلك من ملكه شيئاً، قال تعالى: (إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) [إبراهيم: 8]. وفي الحديث القدسيّ يقول الله تعالى: "يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً"، وقال: "يا عبادي! إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضروني" (رواه مسلم).

ومن مظاهر غناه تعالى: ما يبسطه تعالى لأهل الجنة من النعيم واللذات المتتابعات، والخيرات المتواصلات، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

ومن مظاهر غناه تعالى: أته قادِرٌ -سبحانه- على أن يُذهِبَ الناسَ ويأتيَ بخلقٍ جديد، قال تعالى: (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) [الأنعام: 133]. [الأنترنت – موقع الخطباء - اسم الله الغني- الفريق العلمي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .