أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والعشرون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة التاسعة والعشرون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : *ومن ثمرات الإيمان باسم الله الغني :

ومن أعظم ثمرات الإيمان باسم الله الغني: أن يدرك المؤمن أن الغنى الحقيقي

 هو غنى النفس, وليس الغنى بكثرة الأموال مهما بلغت, فليزم القناعة والرضا بما آتاه الله, قال رَسُول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيْسَ الْغنى عَن كَثْرَة الْعرض وَإِنَّمَا الْغنى غنى النَّفس".

كم من فقيرٍ معدمٍ غني النفس سخي, لا يبالي بالدنيا جاءت أو ذهبت؛ لأن همه

الآخرة والوصول للجنة, وكم من صاحب أموالٍ معذب بأمواله؛ لأنه لا يزال يلهث ليجمع المزيد من الدنيا, فهو لا يرى نعم الله عليه, قال رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ

أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ".

بغنى النفس وقناعتها يحيى المسلم حياة طيبة مطمئنة, لا يلتفت إلى ما فضل الله به الناس عليه, فلا يؤرقه هم ولا قلق.

إذا ما كنت ذا قلب قنوعٍ *** فأنت ومالك الدنيا سواءُ

إن من عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق، ومن عرف ربه بالقدرة التامة عرف نفسه بالعجز التام، ومن عرف ربّه بالعزِّ التام عرف نفسه بالمسكنة التامة، ومن عرف ربَّه بالحكمة والعلم التام عرف نفسه بالجهل، وإن عِلمَ العبد بافتقاره إلى الله تعالى دائماً وأبداً هو ثمرة هذه المعرفة باسمه تعالى الغني, والذي هو عنوان سعادة العبد وفلاحه في الدنيا والآخرة [ الأنترنت – موقع الخطباء - اسم الله الغني- الفريق العلمي ]

*ومن آثار الإيمان بهذا الاسم الكريم :

أولاً : لا يوصف بالغنى المطلق إلا الله : فإن اللَّه غني بذاته عن كل ما سواه ، ومن علامات ذلك الغنى :

1-      أن اللَّه عز وجل (( غني عن الطعام والشراب )) – كما قال تعالى :

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [ الذاريات : 56- 58 ] .

2 -(( وهو غني عن الزوجة والولد )) ، وهذا يعني الوحدانية المطلقة ،ليس

 كما يَسُبُّه الكفارُ أصحاب عقيدة التثليث ،فإن الحاجة إلى الزوجة والولد ضعف وافتقار ، تعالى اللَّهُ عن ذلك علوًا كبيرًا . قال تعالى :{ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } [ يونس : 68 ].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .