أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الخامسة والعشرون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة الخامسة والعشرون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : *أما دعاء العبادة فينتظم أنواعاً :

المخلوقون لنقص عقولهم، وقلة إدراكهم، وبصرهم بحقائق الأمور لربما يتوجهون

بالتعظيم لمخلوق مثلهم، مع أنه لا يمنحهم، ولا يعطيهم، فمثل هذا لربما يتهافتون على مجالسه، ولا ينادونه إلا بأحسن الكنى، والأسماء، وإن كانت له حاجة فلا يحتاج إلى إبدائها، وإنما يتسارعون لتحقيقها، ويقترحون عليه من مصالحه ما لم يكن مصرحاً به من حاجاته، هم يقترحون عليه، ويبتدرونه بهذا، وإذا اعتل، أو مرض فلا تسأل عن عائديه، ويعظمونه، وإذا رأوا من مظاهر الشح، والبخل، والنقائص فإنهم يعدون ذلك من المناقب، أن هذا لتواضعه، أن هذا لزهده، وقد لا يكون كذلك. 

إذا رأوا رثاثة الثياب عدوا ذلك من الكمال، وإذا رأوا التدقيق على كل درهم

وربع درهم في البيع والشراء، والمماكسة على أقل الأشياء، وأتفه الأشياء مع

أفقر الناس -هذا الذي يبيع عند باب المسجد أو غير ذلك- عدوا هذا من باب

الاقتصاد، وحفظ المال، وحفظ النعمة.

يماكس فقيراً، لربما كل هذه البضاعة التي قد وقف سائر النهار في الحر والبرد يعرضها هي لا تساوي خمسمائة ريال، وهذا في غناه يحصل له الملايين بجزء من الساعة، ويماكس هذا الفقير على الريال، ونصف الريال، ويعدون هذا من المناقب، والكمالات، وأنه يحفظ النعمة، لا يضيعها، ويُضرب به المثل، وهو نقص، وعيب، ورزية، ولكن هذا الذي يفعله قصر النظر، وضعف العقول.

فالناس إذا كانوا يعظمون هذا المخلوق لغناه مع أنه لا يعطيهم شيئاً، ويتهافتون

على مجالسه، ولا يدعونه إلا بأحسن الأسماء، وهو لا يعطيهم شيئاً...         فما الحاجة إلى مثل هذا؟ ما الحاجة إلى تعبيد النفوس لهؤلاء المخلوقين؟

إذا كان هذا مع مخلوق فكيف ينبغي أن يُصنع مع (الغنيّ) الغِنى الحقيقي، الذي ينعم، ويتفضل، وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِالنحل:53؟، هذا أولى بالتعظيم، والمحبة، والإجلال، والإكبار من مخلوق لا يوصل إليهم نفعاً، ولربما لا ينفع أقرب الناس إليه!. [الأنترنت – موقع د خالد السبت – الغني ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .