أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الرابعة والعشرون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : *أما دعاء العبادة فينتظم أنواعاً :

الأول: إذا عرف العبد أن الله -تبارك وتعالى- هو (الغني) الذي له الغنى

الكامل، المطلق من كل وجه، وأن غناه هو الغنى الحقيقي، أما غنى المخلوق فهو كما قلنا: إن فقر المخلوق ذاتي؛ ومن ثَمّ فإن العبد يتواضع لربه، وخالقه -، ويعلم أن هذا الذي في يديه لا ينبغي أن يغره بحال من الأحوال؛ لأن المالك الحقيقي له هو الله، والذي بيده الغنى الحقيقي هو الله، وهذا الذي بيدك ليس بشيء بالنسبة لغنى الله -تبارك وتعالى-، وإذا أردت أن تدرك هذا تذكر المعنى الذي أسلفته في الكلام على هذا الحديث العظيم "لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم...".

فلو أنه وقف هذا الإنسان الذي يغتر بما في يده من العرض الزائل، ثم بعد

ذلك تصور أنه يستعرض أمام الناس بهذه الصيغة، أو الطريقة، فماذا عسى أن

يبقى بيده عند أول طالب؟ لا شيء.

أما الله -تبارك وتعالى- فبيده خزائن السموات والأرض، فيخضع الإنسان،

ويتواضع لربه، ولا يطغى، لا يحمله هذا الغنى على العلو في الأرض، والطغيان

 الذي يكون مصاحبًا للغنى عادة.

الثاني: هو إفراد الله -تبارك وتعالى- بالعبادة، وهو تعظيم المعبود -؛ لأنه هو

(الغني) المطلق، وما سواه فهو فقير، فالملك ملكه، وجميع الخلق مربوبون،

مملوكون، فكيف يصرف العبادة إلى شيء، أو إلى أحد منهم؟!.

هذا لا يكون بحال من الأحوال، فتكون عبوديته لربه -، ولا يكون قلبه متعبداً لمخلوق فقير عاجز ضعيف مثله.

وقل مثل ذلك في أنواع العبوديات، فالعبودية قد تكون بسبب التعلق بزيد،

 أو عمرو؛ من أجل أن يعطيه المال، أو التعلق بزيد، وعمرو؛ من أجل أن يعطيه لوناً من الكفاية، أو أن يتعلق بفلانة، أو فلانة؛ فيكون قلبه متيماً، معبداً لها؛ لأنه يعشقها، ويحبها، فهذا كله من قبيل الفقر.

وما يحصل ذلك التعلق بجميع صوره وأشكاله بالمخلوقين إلا بسبب ما يعتلج في القلوب من الفقر،وبسبب ما فيها من الفراغ من معرفة المعبود وتقدست أسماؤه كيف يُعلَّق هذا القلب، ويُعبَّد لغير (الغني) حقًّا وهو الله -تبارك وتعالى-، فيُعبَّد لمخلوق، فقير، عاجز، لا يصلح له شيء من ذلك؟!.

الثالث: أن ذلك يورث الافتقار الكامل لله ، فإذا كان فقر المخلوق هو من قبيل الفقر الذاتي في جميع أحواله فهو لا يستغني عن ربه -تبارك وتعالى- بحال من الأحوال، وأن الله -تبارك وتعالى- مستغنٍ عن الخلق، له الغنى المطلق الكامل، وهنا ينبغي أن يتوجه العبد بفقره إلى ربه -تبارك وتعالى-، ومن هنا يعظُم رجاؤه بربه، ويحصل التوكل عليه، والاعتماد عليه، فهو يثق به؛ لأن ربه -تبارك وتعالى- هو (الغني).

فهو الذي يحقق له مطالبه، فيُستجلب منه النفع، ويُدفع منه الضر، ويكون الانسان متبرئاً من حوله، وطوله، وقوته، وماله، وما إلى ذلك، فتكون ضراعته إلى الله - في كل الحالات، يطلب منه الهداية، ويطلب منه التوفيق، ويطلب منه المال، ويطلب منه العافية، ويطلب منه كل حاجة يسألها.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .