أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثانية والعشرون في موضـــــــــــــوع الغنـــــــــــي المغنـــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة الثانية والعشرون في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : *الله هو الغني المغني :

انظر إلى سعة عطاياه -تبارك وتعالى- منذ خلق الخلق، وذلك لم يتوقف طرفة

 عين، وهكذا ما يحصل لهم في الآخرة من أنواع النعيم، والملاذ، مما لا يخطر

على قلب بشر آخر الناس خروجاً من النار، ودخولاً الجنة يعطى مثل ما في

هذه الدنيا، وعشرة أضعافه. هذا آخر واحد، إذن أول واحد ماذا يعطى؟

لا يحصي الذين يدخلون الجنة إلا الله -تبارك وتعالى.

ما حال أولئك الذين هم من أول زمرة يدخلون الجنة، وجوههم على هيئة القمر ليلة البدر، هؤلاء ماذا يُعطَون؟ هذا أمر لا يمكن أن يتصور!

ومن كمال غناه -تبارك وتعالى- أنه لم يتخذ صاحبة، ولا ولداً، ولا شريكاً، ولا

 وليًّا من الذل.

الإنسان في حاجاته، وضعفه، وعجزه يحتاج إلى الزوجة؛ من أجل أن يكمل

نفسه، ويحتاج إلى الأولاد؛ من أجل أن يتكثر بهم، وأن يتقوى بهم، وأن يقوموا معه في حاجاته، ومصالحه، فهو ينتظر برهم، ونفعهم إذا أدركوا.

الإنسان في حاجاته، وضعفه، وعجزه يحتاج إلى الزوجة؛ من أجل أن يكمل نفسه، ويحتاج إلى الأولاد؛ من أجل أن يتكثر بهم، وأن يتقوى بهم، وأن يقوموا معه في حاجاته، ومصالحه، فهو ينتظر برهم، ونفعهم إذا أدركوا.

ثم الإنسان لربما يتطلع إلى ألوان من العلائق مع المخلوقين، ولربما يفرح، ويعتز أنه ذو علاقة بفلان، أو فلان ممن له نفوذ، أو سلطان، أو له غنى، أو غير ذلك، يفرح بهذا، ويتصور، ويعتقد أنه لربما قد بلغ، ووصل إلى حالٍ من الأمان؛ لأنه حينما يحتاج شيئاً فإنه يصل إليه بأقرب طريق، وما علم أنه قد تعلق بمخلوق مثله، وبعاجز، فقير، ضعيف لا يملك لنفسه نفعاً، ولا ضرًّا.

هذا المخلوق بلحظة ينتهي، فيموت، أو يعزل، ثم يبقى هذا الإنسان، كما قال الشاعر: لكَ العزُّ إنْ مولاك عز وإنْ يهُنْ *** فأنت لدى بحبوحة الهونِ كائنُ

بل لربما يتحول إلى حال من الإقصاء، والإبعاد، والسخط، تبعاً لذاك الذي كان يقترب منه، ويتصنع له.

وهكذا كل من ركن إلى مخلوق فإنه يخيب ظنه، وماذا عند المخلوقين؟! فهم عاجزون، ضعفاء، مساكين.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .