أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثالثة عشرة في موضـــــــــــــوع الغنــــــــــــــي المغنــــــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة الثالثة عشرة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان : مقدمة عن توحيد الأسماء والصفات وأثره في وجدان

العبد وسلوكه الإيماني:

* وأما الصفة : فالسبل لمعرفة الصفات على ضوء الأدلة وإثباتها لله أربعة؛ أربعة طرق من خلالها تثبت الصفات لله - سبحانه وتعالى-

الطريق الأولى: من خلال الاسم، كل اسم دال على صفة كمال, فالرحمن يدل على صفة الرحمة, والعليم يدل على صفة العلم... وهكذا.

والطريقة الثانية: التنصيص على الصفة {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ} العزة نثبتها من قوله:

{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ} ونثبتها من اسمه "العزيز" هاتان طريقتان، فتثبت الصفة من

الاسم، وتثبت الصفة بأن ينص عليها.

والطريقة الثالثة: أن تثبت الصفة من خلال الفعل الدال عليها، فمثلا الاستواء نثبته من قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] فعل دل على الصفة. وقوله تعالى: {إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} [السجدة:22]... دالٌّ على الانتقام… ونحو ذلك. والنزول نثبته من قوله في الحديث: «ينزل ربنا» [رواه البخاري]... والرضا من قوله: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} [المائدة: 119]، والضحك من قوله عليه الصلاة والسلام: «ضحك ربنا» [ الراوي: أبو رزين العقيلي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2810- خلاصة الدرجة: حسن بجموع الطرق]

وهكذا، فتثبت الصفة من الفعل الدال على الصفة، فهذه ثلاث طرق.

والطريقة الرابعة: من النفي: فكل نفي نثبت منه كمال ضده لله - سبحانه وتعالى- لأنه لا يوجد في النفي نفي صرف، بل كل نفي متضمن لمعنى ثبوتي، والمعنى الثبوتي هنا هو كمال ضد المنفي. يعني: أنت تستطيع أن تثبت لله كمال العدل مستدلا على ذلك بقوله تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [سورة فصلت: 46]... ونثبت لله القوة لقوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ} [فاطر: 44] .... ونثبت له القدرة وكمالها من قوله: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [سورة ق: 38] وهكذا في عموم الصفات المنفية.

وقاعدة هذا الباب: أن كل نفي ورد في القرآن فهو متضمن ثبات أو ثبوت

كمال ضد المنفي لله جل وعلا. قال ابن تيمية في (مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 250)): "فالنفي لا يكون مدحا إلا إذا تضمن ثبوتا وإلا فالنفي المحض لا مدح فيه, ونفي السوء والنقص عنه يستلزم إثبات محاسنه وكماله, ولله الأسماء الحسنى, وهكذا عامة ما يأتي به القرآن في نفى السوء والنقص عنه يتضمن ثبات محاسنه وكماله كقوله تعالى: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} [سورة البقرة: 255]... فنفى أخذ السنة والنوم له يتضمن كمال حياته وقيوميته, وقوله: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [سورة ق: 38]... يتضمن كمال قدرته ونحو ذلك, فالتسبيح المتضمن تنزيهه عن السوء ونفي النقص عنه يتضمن تعظيمه, ففي قوله: {سبحانك}... تبرئته من الظلم واثبات العظمة الموجبة له براءته من الظلم فان الظالم إنما يظلم لحاجته إلى الظلم أو لجهله والله غني عن كل شيء عليم بكل شيء, وهو غنى بنفسه وكل ما سواه فقير إليه وهذا كمال العظمة".أهـ وصفات الله عَزَّ وجَلَّ ذاتِيَّة وفعليَّة، والصفات الفعليَّة وهي الصفات المتعلقة بمشيئة الله وقدرته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها؛ كالمجيء، والنُّزُول، والغضب، والفرح، والضحك ... ونحو ذلك، وتسمى (الصفات الاختيارية).

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .