أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الحادية عشرة في موضـــــــــــوع الغنــــــي المغنـــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : 

 فهذه الحلقة الحادية عشرة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى

وصفاته وهي بعنوان : مقدمة عن توحيد الأسماء والصفات وأثره في وجدان

العبد وسلوكه الإيماني:

ومن الأسماء ما يدل على جملة أوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة، بل هو دال على معان لا على معنى مفرد نحو المجيد العظيم الصمد، فإن المجيد من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال، ولفظ يدل على هذا فإنه موضع للسعة والكثرة والزيادة....

 والعظيم من اتصف بصفات كثيرة من صفات الكمال، وكذلك الصمد، قال ابن عباس: هو السيد الذي كمل في سؤدده... وهكذا.

 وأسماء الله وصفاته تتفاضل, فصفته التي هي الرحمة تفضل على صفته التي هي الغضب وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم: «إن الله كتب في كتاب موضوع عنده فوق العرش : إن رحمتي تغلب غضبي» [الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 17/211- خلاصة الدرجة: ثابت]...              

و في رواية: «تسبق غضبى»... وفي الدعاء المأثور: "أسألك باسمك العظيم الأعظم الكبير الأكبر".. وفى الحديث: «لقد دعا الله باسمه العظيم (وفي رواية: الأعظم) الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى» [الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: التوسل - الصفحة أو الرقم: 31- خلاصة الدرجة: إسناده صحيح]... وأمثال ذلك!

و كذلك فأن الصفة الواحدة قد تتفاضل, فالأمر بمأمور يكون أكمل من الأمر بمأمور آخر, والرضا عن النبيين أعظم من الرضا عمن دونهم, والرحمة لهم أكمل من الرحمة لغيرهم, وتكليم الله لبعض عباده أكمل من تكليمه لبعض, وكذلك سائر هذا الباب و كما أن أسماءه و صفاته متنوعة فهي أيضا متفاضلة كما دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع... [راجع في ذلك كلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى - (ج 17 / ص 211 وما بعدها ]

* ويلزم التنبيه هنا إلى أن هناك قسمين من الأسماء الحسنى وهي: القسم الأول: وهو ما يكون الحسن فيه باعتبار كل اسم على انفراده, ويكون باعتبار جمعه إلى غيره , فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال...           أي أن باقتران الاسمين دل على معنى زائد على معناها الأصلي لا يدلان عليه بالاستقلال . مثال ذلك: "العزيز الحكيم" فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيراً فيكون كل منهما دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه, وهو العزة في العزيز والحكم والحكمة في الحكيم, والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة, فعزته لا تقتضي ظلماً وجوراً وسوء فعل, كما قد يكون من أعزاء المخلوقين, فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور ويسيء التصرف, وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل, بخلاف حكم

المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل...!

ومثال أخر: "الغفور الرحيم" فالمغفرة صفة كمال والرحمة صفة كمال آخر واقتران مغفرته برحمته كمال ثالث فيستحق سبحانه الثناء على مغفرته والثناء على رحمته والثناء على اجتماعهما...

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .