أسمــــــاء الله الحسنـــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السادســة في موضـــــــوع الغنـــي المغنـــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :               فهذه الحلقة السادسة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : مقدمة عن توحيد الأسماء والصفات وأثره في وجدان العبد وسلوكه الإيماني:قواعد توحيد الأسماء والصفات كثيرة نذكر هنا أهمها وأنفعها فمنها :

قال ابن القيم - رحمه الله: "أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت، فإنها دالة على صفات كماله، فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية، فالرحمن اسمه تعالى ووصفه، لا تنافي اسميته وصفيته، فمن حيث هو صفة جرى تابعاً على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الاسم العلم" أ.هـ وأسماء الله مهما كان عددها, هي أسماء عده لمسمى واحد, هو الله جل جلاله, تقدست أسماؤه...

وأَن تعدد هذه الأسماء الحسنى لا يستلزم تعدد الذات لكنه يقضي بتعدد الصفات التي تدل عليها الأسماء!!! لكن أحب أن أبين أن الأسماء- أسماء الله سبحانه - تثبت بطريق واحد وهو التنصيص (نص يرد فيه الاسم - قرآن أو سنه).

كما في قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[الحشر: 22-24].

وكما في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يغتسل بالبراز فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: «إن الله عز وجل حليم حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر» [النسائي (406) قال الألباني: صحيح، المشكاة (447)، الإرواء (2335 )].

*فائدة هامة: كيف نقف على الأسماء من النصوص وما هو ضابط الأسماء الحسنى؟

هناك أربعة طرق لمعرفة ذلك وهي: الأول: الاعتماد على العد الوارد في روايات

 حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وبالأخص طريق الوليد بن مسلم، عند

الترمذي وغيره، وذلك لاعتقادهم بصحة حديث الأسماء وتعدادها.

الثاني: الاقتصار على ما ورد من الأسماء بصورة الاسم فقط أي ما ورد إطلاقه وهذا منهج ابن حزم في عد الأسماء. قال عنه ابن حجر: "فإنه - أي ابن حزم -

اقتصر على ما ورد فيه بصورة الاسم "كالرحمن - السميع - العليم - ونحوه"... لا ما يؤخذ من الاشتقاق كاسم الباقي من قوله:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}[الرحمن: 27]

، ولا ما ورد مضافاً كالبديع من قوله: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [البقرة: 117].

الثالث: منهج المتوسعين الذين اشتقوا من كل صفة وفعل اسما ولم يفرقوا بين

البابين أي باب الأسماء وباب الصفات بل إنهم يدخلون ما يتعلق بباب الإخبار أحياناً.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .