أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثانيــة في موضـــــــــــــوع الغنــــــــــــــي المغنــــــــــــــي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية في موضوع ( الغني المغني ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : مقدمة عن توحيد الأسماء والصفات وأثره في وجدان العبد وسلوكه الإيماني :

ولما كان العلم للعمل قريناً وشافعاً، وشرَفه لشرف معلومه تابعاً؛ كان أشرف العلوم على الإطلاق علم التوحيد، وأنفعُها علم أحكام أفعال العبيد" أ.هـ ...

[من كتاب فضل علم السلف على الخلف لابن رجب...(ص 67 وما بعدها ].

ثم اعلم أن العلم بالله وأسمائه وصفاته أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق، لأن

شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله سبحانه وتعالى

بأسمائه وصفاته وأفعاله، فالاشتغال بفهم هذا العلم، والبحث التام عنه، اشتغال بأعلى المطالب، وحصوله للعبد من أشرف المواهب، ولذلك بينه الرسول صلى الله عليه وسلم غاية البيان، ولاهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم ببيانه لم يختلف فيه الصحابة رضي الله عليهم كما اختلفوا في الأحكام.

توحيد الأسماء والصفات: قال ابن القيم في (كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية - (ج 1 / ص 21 وما بعدها) : ملاك السعادة والنجاة والفوزبتحقيق التوحيدَيْن اللذَيْن عليهما مداركتاب اللّه تعالى، وبتحقيقهما بعث اللهّ سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم،وإليهمادعت الرسلُ صلوات اللّه وسلامه عليهم من أوّلهم إلى آخرهم.

أحدهما: التوحيد العلمي الخبري الاعتقادي، المتضمن إثبات صفات الكمال للّه تعالى، وتنزيهه فيها عن التشبيه والتمثيل، وتنزيهه عن صفات النقص...   "قلت وهو المعروف بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات".

والتوحيد الثاني: عبادته وحده لا شريِك له وتجرِيد محبته والإخلاصِ له،

وخوفه ورجاؤه والتوكل عليه والرضا به رباً وإلهاً وولياً وأن لا يجعل له عدلاً في

شيء من الأشياء (وهو المعروف بتوحيد الإلهية).

وقد جمع سبحانه وتعالى هذينِ النوعين من التوحيد في سورتَي الِإخلاص وهما سورة: {قُلْ يَاْ أُيُّهَا الْكَاْفِرُون} [سورة الكافرون: 1].... المتضمنة للتوحيد العملي الإرادي، وسورة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحدٌ} [سورة الإخلاص: 1].... المتضمنة للتوحيد العلمي الخبري.

فسورة {قل هو اللهّ أحد} [سورة الإخلاص]، فيها بيان ما يجب للّه تعالى

من صفات الكمال وبيان ما يجب تنزيهه من النقائص والأمثال، وسورة {قُلْ يَاْ

أُيُّهَا الْكَاْفِرُون} [سورة الكافرون]، فيها إيجاب عبادته وحده لا شريك له، والتبرىء من عبادة كل ما سواه.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .