أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثانية والثمانـون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الثانية والثمانون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:
*المصائب خمسة أنواع : بعض الأمثلة عن التقديم والتأخير : أبو سفيان زعيم قريش ، يحتل أعلى مكانة في قريش ، لم يؤمن برسول الله ، بل حارب رسول الله ، كان مقدماً في قومه بالجاه والمكانة ، زعيم قريش ،
فلما أعرض عن ذكر ربه أخره الله .
تروي بعض الحكايات أنه وقف مرة على باب عمر مدة طويلة ، ولم
يؤذن له يرى صهيباً وبلالاً يدخلان ويخرجان بلا استئذان ، فآلمه ذلك ،
قال : يا أمير المؤمنين أبو سفيان يقف بابك ولا يؤذن له ، وصهيب وبلال يدخلان ويخرجان بلا استئذان ، ماذا قال له ؟ قال له : أنت مثلهما ؟
بلال عبد ، وصهيب رومي ، لكن لأنهما عرفا ربهما قدمهم الله عز وجل ، الله يقدم ويؤخر .
امرأة في قصر العزيز ، تعرف يوسف عبداً مملوكاً ، وقد دخل السجن ، فلما رأته عزيز مصر ، قالت : سبحان من جعل العبيد ملوكاً بطاعته ، وسبحان من جعل الملوك عبيداً بمعصيته .
كل مؤمن خطب ودّ الله واستقام على أمره رفع الله ذكره وقدمه على غيره : الله يقدم إنساناً يرفعه ، فأنا أقول دائماً : المؤمن له من آية : " وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ " [الشرح:4] نصيب ، كل مؤمن خطب ود الله ، واستقام على أمره ، وأناب إليه ، وأقبل عليه ، يرفع الله ذكره ، قبل الإيمان ما كان متقدماً ، بعد الإيمان الله قدمه ، والإنسان الذي كان على شيء من التدين ثم خرق استقامته ، والتفت إلى الدنيا ، ولم يعبأ بعباداته ، كان مقدماً فأخره الله عز وجل .
اثنان قادمان إلى بلدهما من أوربا ، نزلا في فندق في بلد أوربي شرقي ( روى لي القصة أحدهما ) قال لي : طُرق الباب ليلاً ، والأمر معروف
أحياناً إذا نزيل بفندق هناك نساء منحرفات هن يتحرشن به ، قال لي : أنا ما فتحت الباب ، صديقي فتح الباب ، أي أحدهما ارتكب الفاحشة ، والآخر لم يرتكب شيئاً ، الذي لم يرتكب خوفاً من الله ، سبحان الله بعد عدة سنوات الأول في عمله صاعد ، والثاني في عمله هابط ، إلى أن ضاق به الأمر سلم المحل وأصبح بلا عمل ، واحد صاعد كان مؤخراً فقدمه الله عز وجل ، والثاني كان مقدماً فأخره الله عز وجل .
بلال كان عبداً ، كان أمية بن خلف يضربه ضرباً مبرحاً ، جاء سيدنا الصديق واشتراه منه ، قال له صفوان لسيدنا الصديق : والله لو دفعت به درهما لابعتكه ، قال له : والله لو طلبت مئة ألف لأعطيتك إياها ، ودفع ثمنه ، ووضع يده تحت إبطه وقال : هذا أخي ، فكان الصحابة الكرام إذا ذكروا الصديق قالوا : هو سيدنا وأعتق سيدنا ، يعني بلالاً ، معقول عبد حبشي يأتي إلى المدينة فيخرج عمر عملاق الإسلام خليفة المسلمين لاستقباله ؟! هذه مقاييس الإسلام، كان عبداً حبشياً ، وكان صهيب رومياً ، فلما أسلما وتعرفا إلى الله رفع الله ذكرهما .
فالله يقدم ويؤخر ، وأحياناً يؤخر العقوبة لحكمة بالغة ، حكمة بالغةٍ بالغة فالإنسان إذا أُخر فلحكمة بالغة ، وإذا قُدم فبفضل من الله عز وجل ، والدعاء : " اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارضَ عنا "
[ الأنترنت – موقع النابلسي - أسماء الله الحسنى : ( المقدم ) و ( المؤخر ) النابلسي ]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .