أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والسبعـون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

التاسعة والسبعون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:  *التأخير نوعان :

بصراحة الإنسان إذا ارتكب ذنباً وأصرّ عليه ، وما تاب منه ، وتباهى به ، وافتخر به يأتي العقاب ، أما ارتكب ذنباً الله يعطيه مهلة ، فإذا ندم فالندم توبة ، إذا أقلع فالإقلاع توبة ، فالله عز وجل لا يسمح بإنزال العقاب على عبد إلا بعد أن يصر على ذنبه .

" وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا " [آل عمران:135] .

تأخير الله عز وجل البلاء لحكمة بالغة : إذاً الله عز وجل يؤخر البلاء لحكمة بالغة ، ولرحمة بالغةٍ لعباده العصاة .

" ابن آدم اطلبنِي تجدني ، فإن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء " [تفسير ابن كثير] .

عباده إن تابوا فهو حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فهو طبيبهم ، يبتليهم بالمصائب

 ليطهرهم من الذنوب والمعايب ، الحسنة عند الله بعشرة أمثالها ويزيد ،

 والسيئة بمثلها ويعفو ، والله عز وجل أرأف بعبده من الأم بولدها .

الآية التي تؤكد تأخير العقاب هي قوله تعالى : " وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ " [النحل:61] .

الله عز وجل خلق الإنسان ليرحمه ويسعده : أحياناً يقول أحدهم : إن الله عز وجل خلقنا للعذاب ، هذا كلام يتناقض مع القرآن الله قال : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " [الذاريات:56] .

الله عز وجل قال : " إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " [هود:119] خلقهم ليرحمهم ، لكن إذا اقتضت حكمته أن يؤدب عبداً سها ولها ، ونسي المبتدا والمنتهى ، من الحكمة أن يعالجه الله عز وجل قبل أن يموت .

فلذلك ما يرى الإنسان من مصائب تنزل بالناس هي محض رحمة من الله عز وجل لقوله تعالى : " وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " [السجدة:21] .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .