أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثامنة والسبعـون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

الثامنة والسبعون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:  *التأخير نوعان :

1 ـ تأخير كوني متعلق بالآجال : إذاً هناك تقديم وتأخير كوني أو شرعي ، الكوني فلان ولد قبل فلان مقدم ، مؤخر : فلان جاء بعد فلان ،

التقديم والتأخير الكوني متعلق بالآجال .

2 ـ تأخير شرعي : أما الشرعي كما ورد من حديث أبي عطية أنه قال :

 " قال : دخلتُ أنا ومسروق بن الأجدع على عائشةَ أمِّ المؤمنين فقلتُ : يا أمَّ المؤمنين ، رَجُلانِ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، أحدهما يعجِّلُ الإِفطار ، ويعجِّل الصلاة ، والآخرَ يؤخِّرُ الإِفطارَ ويؤخِّر الصلاةَ " [مسلم] .

الآن في العبادات الأولى أن نعجل هذه الصلاة أم أن نؤخرها ؟ النبي أخر صلاة العشاء ، فقضايا العبادات ، والصلوات ، والصيام ، والإفطار ، والسحور ، هذه أشياء تسمى تأخير تشريعي ، هناك تأخير كوني متعلق بالولادة والوفاة ، وهناك تأخير تشريعي .

" قالت : أيُّهما الذي يُعجِّل الإِفطار ويعجِّل الصلاةَ ؟ قال : قلنا : عبد الله بن مسعود ، قالت : كذا كان يصنع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم " [مسلم] .

إذاً هناك تأخير كوني متعلق بالآجال ، وهناك تأخير شرعي ، والتأخير الكوني متعلق بالأعمال ، الله عز وجل قدم فلاناً وأخر فلاناً ، قدم فلاناً في المال ، وأخر فلاناً في المال ، الأول غني والثاني فقير ، قدم فلاناً في العلم ، وأخر فلاناً ، الأول عالم والثاني أقل علماً ، قدم فلاناً في المكانة ، رفع ذكره ، وأخر فلاناً في المكانة ، الأول لامع والثاني خامل ، فالله فضلاً عن الآجال المكانة ، والغنى ، والوسامة ، والطلاقة ، يقدم أناساً ويؤخر أناساً .

أحياناً امرأة قدمها في الجمال ، وأخر هذه في الجمال ، أما المؤخرة في الجمال قدمها في العلم وأخر الأولى في العلم ، يقدم ويؤخر ، هذا التقديم والتأخير الكوني ، أما الشرعي شرع لنا أن نقدم الإفطار مباشرة ، أن نؤخر السحور ، قدم الإفطار وأخر السحور .

3 ـ الله عز وجل يؤخر العذاب بمقتضى حكمته ورحمته ابتلاء لعباده

 لعلهم يتوبوا إليه : " المؤخر " الآن معنى جديد ، هو الذي يؤخر العذاب ، بمقتضى حكمته ورحمته ابتلاء لعباده لعلهم يتوبوا إليه ، قبل أن يستحقوا العذاب ، الله حليم يرتكب الإنسان معصية يعطيه فرصة .

يروى أن سيدنا عمر أراد أن يعاقب سارقاً ، فقال : والله يا أمير المؤمنين إنها المرة الأولى ، قال له : كذبت إن الله لا يفضح من المرة الأولى ، الله حليم .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .