أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة والسبعـون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السابعة والسبعون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:
*المقدم اسم يتعلق بالتربية :
من أسماء الله الحسنى : ( المؤخر ) : ورود اسم المؤخر في السنة النبوية : هذا الاسم كالاسم السابق المقدم لم يرد في القرآن الكريم ، ولكن النبي عليه أتم الصلاة والتسليم سمّى ربه به ، فقد ورد في السنة الصحيحة في قوله صلى الله عليه وسلم في دعاء التهجد :أنتَ المُقَدِّمُ ،وأنت المؤخِّرُ [مسلم
وورد اسم المؤخر كوصف فعل في القرآن الكريم :
" وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ " [المنافقون:10] .
طبعاً الاشتقاق من الفعل مرجعيته إلى النص الأصلي في تسمية النبي صلى الله عليه وسلم : " أنتَ المُقَدِّمُ ، وأنت المؤخِّرُ " [مسلم] وليس إلى اجتهادي الشخصي ، فدور العلماء حيال الأسماء الحسنى الجمع والإحصاء ثم الحفظ والدعاء ، وليس الاشتقاق والإنشاء ، ولهذا فإن اسم " المؤخر " ثابت في السنة الصحيحة .
من معاني المؤخر :
1 ـ الله عز وجل يؤخر الأشياء فيضعها في مواضعها :
أما إذا قلنا الله " المؤخر " هو المقدم وقد تحدثنا عن ذلك مطولاً في الدرسين السابقين ، أما إذا قلنا الله جلّ جلاله هو "المؤخر" أي هو الذي يؤخر الأشياء فيضعها في مواضعها ، إما تأخيراً كونياً فعن أم حبيبة أنها قالت : " اللَّهمَّ أَمتعني بِزَوجي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، وبأَبي أبي سفيان وبأَخي معاوية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سَأَلْتِ الله لآجالٍ مَضْروبة ، وأَيَّامٍ مَعدودةٍ ، وأرزاقٍ مقسومة ـ يعني سؤالك لا يقدم ولا يؤخر ـ لن يعَجِّلَ شيئاً منها قبل حِلِّه ولا يُؤَخِّرَ ، ولو كنْتِ سألتِ الله أَنْ يُعِيذَك من
عذابٍ في النَّار وعذابٍ في القبرِ : كان خيراً وأفضلَ " [مسلم] .
إذاً الأولى أن تسأل الله شيئاً سمح لك أن تسأله ، هناك من يقول : يا رب لا تسألنا عن شيء ، هذا كلام ليس له معنى ، لأن الله عز وجل
يقول : " فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " [الحجر:92-93] فأي سؤال متعلق بالقضاء والقدر لا يقدم ولا يؤخر ، لا معنى له ، بحسب توجيه النبي عليه الصلاة والسلام .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .