أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثالثة والسبعـون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

الثالثة والسبعون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان: 

*المقدم اسم يتعلق بالتربية :

" أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " [القصص:61] الذي وعدناه وعداً حسناً يقدمه في الآخرة ، والذي " مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " يؤخره في الآخرة ، من أمن الله في الدنيا أخافه يوم القيامة ، ومن خافه في الدنيا أمنه يوم القيامة .

عدم استواء المنضبط مع المتفلت والمستقيم مع المنحرف :

الآن قدم الله الذين يعلمون على الذين لا يعلمون ، كيف ؟ " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " [المجادلة:11] .

" هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " [الزمر:9] قدم الذين يعلمون وأخر الذين لا يعلمون ، هل يستوي المستقيم مع المنحرف ؟ مستحيل ، الصادق مع الكاذب ؟ مستحيل ، المنضبط مع المتفلت ؟ مستحيل ، المنصف مع الجاحد ؟ مستحيل " مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ " .

من اتقى الله هابه كل شيء :

اسم " المقدم " اسم عظيم ، كل شيء قدمك الله فيه ، الفضل لله أولاً ومكافأة لك على استقامتك ، وعلى إحسانك .

الآن عندنا حالة جديدة يكون شاب بأسرة مستقيم ، منضبط ، يطبق منهج الله ، الله عز وجل يضفي عليه هيبة ، ومكانة ، أحياناً الأب يتقرب منه ، الأم تتقرب منه ، أخوته البنات يهابونه هيبة كثيرة ، أحياناً الأسرة تمتنع عن بعض الأعمال أمامه،  مع أنه شاب في الأسرة ، أحياناً يكون موظف في دائرة مستقيم ، الكل يتقرب إليه ، حتى المدير العام يعتني به ، يستقبله ، يرحب به ، يثني عليه ، المستقيم بأية مرتبة كانت يقدمه الله .

مرة حدثني أخ ، له مدير عام غير منضبط إطلاقاً ، فسافر معه ، أراه من الانضباط مالا يوصف ، قال له : أنا أنضبط في هذا السفر من

أجلك ، احتراماً .

فالإنسان إذا وصل إلى الله أضفى الله عليه ثوب الهيبة ، من اتقى الله هابه كل شيء ومن لم يتقِ الله أهابه الله من كل شيء ، الله يقدم ، يقدمك مكانة ، يقدمك هيبة ، يقدمك تألقاً ، يقدمك توفيقاً ، يقدمك تأييداً ، يقدمك حفظاً ، يقدمك نصراً ، هو " المقدم " .

مرة استمعت إلى كلمة قالها فيلسوف ألماني " تونبي " أنه : المسلم يتمتع بمكانة عالية ، وكنا نجلّه ونحترمه أشد الإجلال والاحترام ، لما استطعنا أن نجره إلينا على حساب دينه احتقرناه ، لأنه لم يعد يملك شيئاً يقدمه لنا ، عندما كان مستقيماً ، عندما كان متمسكاً بدينه احترمناه بالغ الاحترام ، فلما استطعنا أن نجره إلينا على حساب دينه وقيمه احتقرناه ، لأنه لم يعد يملك شيئاً يقدمه لنا ، عندما الإنسان يترك دينه سقط من عين الله ومن عين الناس ، كان مقدماً فأخره الله .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .